أعادت وفرة المخزون والتعاقدات الضخمة وشدة المنافسة، إلى أسواق الأرز في المملكة توازنها بعد 4 سنوات من انفلات الأسعار. وفيما دخلت المتاجر الكبرى في تنافس بتقديم تخفيضات إضافية، حذر مسؤول في شركة أرز في تصريحات إلى "الوطن" من "حرب الأسعار"، مبينا أن 3 مراكز بيع كبرى في المملكة تنافست لتقديم عروض لأغلب أنواع الأرز دون الرجوع للشركات الموردة مما ساهم في إشكالات بين كبار العملاء وتجار الجملة معتبرا ذلك بداية الشرارة. وبحسب نشرات الأسعار التي اطلعت عليها "الوطن" سجلت أسعار الأرز معدلات الانخفاض بنسب وصلت إلى 30%. وقال عضو لجنة الأمن الغذائي في المملكة عبدالله بلشرف في تصريح إلى "الوطن" إن تراجع الأسعار في الأسواق المحلية يعود إلى وفرة المخزون من الأرز لدى كبار المستثمرين بالإضافة إلى وفرة المحصول من الأرز الهندي مقارنة بالأعوام الماضية. ولفت إلى أن الموقف التفاوضي السعودي كان ناجحا في تحقيق خفض للأسعار للمستهلك المحلي، مبينا أن المستوردين السعوديين كثفوا علميات الشراء بالأسعار المعتدلة لرفع مستويات المخزون لأطول فترة ممكنة. وأبان أن انخفاض الأسعار في السوق المحلي سيتراوح بحسب النوع ومصدر المنتج، مؤكدا أن الأسعار ستنخفض على كافة أنواع الأرز الهندي الفاخر بالإضافة إلى انخفاضات متوقعة على الأرز التايلاندي وثبات الأرز الأميركي، لافتا إلى أن التقلبات الحادة في العملات ومعاملات الصرف أثرت على الأسعار وسرعة تباينها. وأضاف بلشرف أن حجم الاستهلاك المحلي من الأرز يصل إلى 1.200 مليون طن سنويا يمثل منها الأرز الهندي حوالي 65%. وتوقع أن تستمر الأسعار في الانخفاضات حتى نهاية العام الحالي موضحا أن سياسات الاقتصاد الحر وفتح المنافسة الشديدة ساهما إلى حد كبير في خفض الأسعار. وعن حجم المخزون أكد بلشرف أن المخزونات الحالية من الأرز تكفي كامل حجم الاستهلاك لمدة تتجاوز العام، معتبرا ذلك مؤشرا مطمئنا للأعوام المقبلة. بدوره حذر مدير عام المبيعات في إحدى الشركات عبدالرحمن السيف في تصريح إلى "الوطن" شركات الهايبر والمراكز الكبرى لبيع المواد الغذائية من تبعات المنافسة الشرسة بينهم في تخفيض أسعار الأرز بأقل من المعدلات الطبيعية مما يضر الأسواق لاحقا. وذكر أن المراكز الكبرى تعتمد في تعاقداتها مع موردي الأرز وفق العقود السنوية مما ساعدها في تقديم أسعار للمستهلك النهائي بأقل من أسعار الوكيل أو تجار الجملة وتجبر الموردين على البيع وفق سياستها. وعن انخفاض الأسعار من البلدان المصدرة قال السيف إن الانخفاض في البلدان المنتجة وصل إلى حوالي 150 دولارا لكل طن مما ينعكس على الأسعار في الأسواق المحلية. وأشار إلى أن الكميات الهائلة من المخزون الاستراتيجي لكل مورد تفوق حجم الطلب على أساس سنوي. ولفت إلى أن موردي المملكة اشتروا كميات كبيرة بالأسعار العالية لتحقيق أهداف الأمن الغذائي خلال الأعوام الماضية. وتوقع انخفاضا جديدا في الأسعار من البلدان المنتجة خلال العام الحالي لوفرة المحاصيل ولتبعات العقوبات الاقتصادية على بعض الدول في المنطقة مما يدفع التجار السعوديين لموقف تفاوضي أفضل. لكنه قال "إن المستودعات المحلية ممتلئة بالأرز بالأسعار القديمة ولا يملك الموردون السيولة الكافية للحصول على المحاصيل الجديدة من الأرز الهندي الفاخر". وشدد السيف على ضرورة تدخل الدولة بتوفير مستودعات جديدة وتكوين لجان عاجلة مع المصارف لتمويل عمليات الشراء من الهند لتأمين السوق الاستهلاكي المحلي بالأسعار المنخفضة. وانخفضت الأسعار في المراكز التجارية الكبرى على كافة أنواع الأرز وزن 10 كليو أرز الوليمة من 77 إلى55 ريالا وبنجابي المهيدب من 80.95 إلى 67 ريالا والتلفون من 149.95 إلى 100 ريال وباب الهند من 115.50 إلى 99 ريالا والأرز الفاخر من 159.80 إلى 95 ريالا وأبو كاس من 82 إلى 66 ريالا.