بينما كانت الطالبة ماجدة خالد الحبلاني تناجي صديقتها في ذات الجامعة حول تأجيلها لفكرة الحمل إلى حين إتمام دراستها خاصة وأنها متزوجة حديثا وتخشى أن تعيق عملية الإنجاب إتمام تعليمها، تدخلت زميلة ثالثة وهي تنصحها عن مدى خطورة ذلك خاصة وأنها قرأت مؤخرا دراسة تفيد بأن النساء اللاتي يؤخرن الإنجاب إلى حين إتمام الدراسة أو النجاح المهني هن الأكثر عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة، الأمر الذي جعل ماجدة تتراجع عن قرارها خوفا من هذا المرض النفسي الذي يؤثر على الأم والجنين. تقول ماجدة: تراجعت عن قرار تأخير الحمل بفضل نصيحة إحدى الصديقات لي والتي ذكرت بأن تأجيل الحمل قد يعرضني لكثير من الإشكالات مستقبلا سواء في الحمل أو الولادة. وتابعت: من أكثر الأمور التي خشيتها هو اكتئاب بعد الولادة والذي كانت لي خبرات سابقة عنه عندما أنجبت أختي الكبرى أول طفلة لها بعد مضي سنوات أربع على زواجها وكان الهدف من التأخير إكمال الدراسة، وكانت قد عانت من اكتئاب بعد الولادة إلى درجة أنها ابتعدت عاطفيا عن طفلتها وكانت لا تحتمل حتى سماع صوتها، ولا تهتم بها، وكانت والدتي هي من ترعاها وتقوم برعايتها والاهتمام بها والسهر عليها، وقد لازمت تلك الحالة شقيقتي طوال فترت نفاسها، وانتهت بعد ذلك، وعلمنا أنه مرض نفسي يصيب النساء بعد الولادة وهو عبارة عن اكتئاب. من جانبها أكدت الدكتورة بمستوصف الفيصلية بالقريات أمنية الهاني بأن تأجيل فكرة الحمل التي تسيطر على السيدات في بداية الزواج تكون لها أسبابها إما لإكمال الدراسة أو لكي تتعرف أكثر على زوجها أو لأي ظرف كان قد تضع السيدة في مواقف صحية لا حصر لها سواء على صحتها الجسدية أو النفسية، وعن الظروف الجسدية تقول الهاني: في حال أن السيدة قررت مع زوجها تأخير الحمل فلا بد لها أن تخضع وبصفة دورية للكشف عليها للاطمئنان على الهرمونات وحتى لا تتعرض للتكيس الذي قد يتسبب في مشاكل صحية لها. وتابعت الهاني قائلة: تعتمد الأضرار على مدة التأجيل ففي حال كانت المدة طويلة فإن المضاعفات الصحية قد تكون معقدة وهي لا تخفى على أي سيدة، وتلك الأعراض كما ذكرت سابقا تتوقف على كمية الجرعة المتناولة إذا كانت حبوبا لمنع الحمل، كذلك يتوقف الأمر على المدة وطولها وعمر المرأة. وعن أضرار تأجيل الحمل النفسية تقول الهاني: مما لا شك فيه فإن السيدة التي تؤجل حملها الأول مهما كانت الأسباب تكون تعودت على نظام معين في حياتها خاصة فيما يتعلق بالتعود على النمط الهادئ، وهذا الأخير من أهم الأسباب التي تجعل المرأة عرضة لاكتئاب بعد الولادة حيث اعتادت على الهدوء ولا مسؤوليات لديها وفجأة تتغير حياتها وتكون أما ومسؤولة عن طفل صغير يتطلب منها المزيد من الاهتمام والرعاية. تقول الهاني: ذلك التغيير المفاجئ في حالة الحمل والولادة يجعل المرأة تشعر بأن الأمور خرجت عن مسارها الطبيعي الذي ألفته واعتادت عليه، وبذلك تكون المرأة التي أجلت فترة الحمل خاصة إذا كانت المدة طويلة تكون أكثر عرضة من غيرها إلى اكتئاب ما بعد الولادة. وبسؤالها هل من طريقة ما تتبعها المرأة أو الأهل في الحد من هذا النوع من الاكتئاب؟. قالت الهاني: بالتأكيد لكل داء دواء فالسيدة في هذا المقام بحاجة إلى الرعاية والاهتمام من المحيطين حولها خاصة الزوج فهي بحاجة إلى أنواع من الدعم سواء المادي أو العاطفي. يذكر أن صحيفة (ديلي ميل) البريطانية نقلت عن الباحثة "سيجلي ماري هاجا" من جامعة أوسلو قولها: "إن النساء اللواتي يؤخرن الحمل ولا يصبحن أمهات إلا بسن متقدم بعد إكمال التعليم والنجاح المهني يتعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة بصورة أكبر من غيرهن". وأكدت الدراسة التي أجريت على 350 أما جديدة بأن الأمهات الجدد بحاجة إلى الدعم المادي والعاطفي والنساء اللواتي يتبعن أسلوبا استرخائيا في أمومتهن، ويتعاملن ببساطة وهدوء مع المفاجآت هن الأكثر قدرة على مواجهة الصعوبات وأكثر مقاومة لاكتئاب ما بعد الولادة.