من تحت خيمة في مخيم للاجئين عند الحدود بين تركيا وسورية، يروي جندي شاب انشق عن الجيش السوري ما حصل له حين أصيب برصاصة في الساق اليمنى. ويقول شادي سلوم (20 عاما) حاملا صورة بالأشعة لساقه والرصاصة واضحة فيها، "هذه الرصاصة في ساقي منذ 15 يوما". ويقيم الشاب في مخيم بوينويوجون التركي الواقع على بعد حوالى 500 متر من الحدود السورية، وينتظر بأن يجري له طبيب تركي عملية جراحية لاستخراج الرصاصة. وقبل أقل من أسبوع غادر مدينة جسر الشغور شمال غرب سورية هربا من عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش السوري. وأضاف "كنت جنديا في جيش الرئيس بشار الأسد وقررت الانشقاق، لأن العسكريين يقتلون المدنيين، ولا يمكنني أن أقبل ذلك". ويقيم حوالى ألفي لاجىء في 600 خيمة في مخيم بوينويوجون في محافظة هاتاي (جنوب). وساعده جنود من الجيش السوري الحر في عبور الحدود إلى تركيا عبر الدروب التي يسلكها المهربون بين الجبال التي تغطيها الثلوج. وقال إن "جيش رياض الأسعد أنقذ حياتي". والعقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر الذي ينتشر قادته عند الحدود التركية. وتستقبل تركيا عددا متزايدا من اللاجئين السوريين منذ اندلاع أعمال العنف في الجانب الآخر من الحدود قبل أكثر من عام. وبحسب أرقام رسمية ارتفع عدد اللاجئين خلال شهرين من 9500 إلى أكثر من 17 ألفا. وتزايد هذه الأعداد ناجم عن الهجمات المتكررة التي شنها الجيش السوري على بابا عمرو في ضاحية حمص ومدينة إدلب شمالا. ومعظم اللاجئين من النساء والأطفال. ويقول شادي سلوم إن الفرار إلى تركيا بات أكثر خطورة، موضحا أن "الجيش السوري زرع ألغاما على الطرق التي يسلكها اللاجئون لعبور الحدود". وروى أن "اثنين من أصدقائي كانا برفقتي جرحا من جراء انفجار الألغام ويعالجان في مستشفى تركي". ويشير سلوم الذي يتنقل على عكازات إلى حمامة رسمت بالحبر الأسود على خيمته ويقول "إنها رمز السلام" الذي يتمنى أن يعم يوما بلاده. وأضاف "عندما يسقط نظام الأسد ساعود" إلى سورية. وتابع "لكن في الوقت الراهن لا يمكنني سوى البقاء هنا، لأن جنود الأسد أخذوا أسماءنا وإذا عدت إلى سورية فسأقتل حتما". في بيروت، ذكر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي أن أعضاء مجلس الأمن يقدرون قيام لبنان باستضافة النازحين السوريين. وقال بعد لقاء جمعه برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس، إنه أطلع ميقاتي على زيارته الأخيرة إلى نيويورك الأسبوع الماضي وإنه تحدث مع أعضاء مجلس الأمن عن "تأثير الأزمة في سورية على لبنان حيث سمعت منهم تقديرهم للدور الذي يقوم به لبنان في استضافة كثير من النازحين السوريين".