في كثير من الطروحات التي تناولت العقل العربي يربط بعض المفكرين الذين درسوا التيارات الفكرية، بين الظروف السياسية المحيطة، وصراع التيارات، حيث يعتقد هؤلاء أن الأجندة الأيديولوجية تؤثر بشكل واضح في توجيه هذا الصراع. وفي هذا الإطار يرى عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور صالح الزهراني أننا "نحن مجتمع لم نتعود على تعدد الآراء، مجتمع عشائري تشكل في ظل الرأي الواحد". ويضيف: "القضية اليوم اختلفت.. خطابنا وجد نفسه في قلب العاصفة ففرض عليه الخارج تعديل المواقف، وأولويات الطرح. الواقع اليوم هو أكبر مؤثر في الخطاب، وضغطه على الخطاب عنيف جدا، ولولا ضغط الخارج لما حدث ما حدث لأننا مجتمع سكوني، كما أن ضغوط البطالة في الداخل ستجعل قضية الإصلاح هي المحور، الحداثة والتراث لم يعودا يثيران أحدا، الذي يثير هو الحرية والفساد، والبطالة، وغلاء المعيشة، والتعليم والصحة، أما صراع النخب فقد ذهب إلى الجحيم". بدوره يرى المحمود أن ما أسماه ب"التيار التقليدي "استطاع أن يلتهم عقول وعواطف شريحة كبرى من مجتمعنا. ولهذا استطاع الاختراق، وممارسة مستوى عالٍ من النفوذ، وأصبح يوجه الصراع بل يتحكم في نتائجه" حسب رأيه. في حين ينظر المنقري للأمر بتفاؤل أكبر في المستقبل "لدي استبشار بالغد، فالسنوات القادمة ستحمل لمجتمعنا قدرا كبيرا ومغايرا من الملامح والنقلات الخطيرة والمدهشة، استنادا إلى المعطيات التربوية والحراك المدني ووفود البعثات من الخارج، وازدياد المؤثر الإعلامي، والتقنيات الاتصالية وأدبيات المشاركة، وكثير من ذلك صنيعة "مؤدلجة" و"مسيسة" بقوالب أكثر براءة، ولئن لم تقتنع الأطياف والأطراف المتنافرة بحتمية التغيير وحق الآخر في تشكيل ذاته فإننا قد نصل إلى مرحلة مؤسفة، وصمام الأمان من هذا المنزلق يقع على عاتق المؤسستين الدينية والتربوية على وجه الخصوص".