بدأت العديد من السيدات السعوديات في المساهمة الفعلية في عمليات بناء المنازل والإشراف على العماله وتوجيهها بشكل وطرق مختلفة , خاصة متابعة التشطيبات النهائية واللمسات الأخيرة في المنزل . وتقول صاحبة أول مكتب عقاري نسائي على شبكة الانترنت "الركن العقاري " في منطقة عسير سيدة الأعمال نورة الرافعي أصبحت مشاركة المرأة في عمليات تصميم المبني ومتابعة اللمسات الأخيرة من الأمور المقبولة في المجتمع حيث اتجهت العديد من السيدات السعوديات إلى تصميم منازلهن بأنفسهن والإشراف على العمالة , وكذلك اختيار موقع بناء المنزل . وقالت لقد بدأت العديد من السيدات السعوديات في وضع رؤيتهن الخاصة في التصميم الخارجي والداخلي للمنازل ومتابعة اللمسات النهائية مما أضفى على الكثير من المنازل رؤية مختلفة بعيدة عن التقليدية وبرزت العديد من المباني بمميزات أنثوية تعطي انطباع المرأة وتطلعها لبيت أحلام يحمل مواصفات مميزة . وأضافت المشرفة التربوية بإدارة إشراف منطقة عسير عزيزة العاصمي : لقد خضت هذه التجربة بنفسي وأعرف العديد من المعلمات والمشرفات التربويات ممن قررن خوض هذه التجربة بأنفسهن , حيث عملت بنفسي لاختيار الموقع واختيار التصميم ومخطط المنزل . وأشرفت بنفسي على شراء كافة مستلزمات البناء من أسمنت وحديد ومتطلبات البناء الأساسية , رغم أن المجتمع في البدايات كان يرفض تدخل المرأة في عملية البناء واختيار التصميم , وكان الرجل يستبد في اختياره للتصميم ولكل متطلبات بيت الأحلام . وبينت أنها وجدت تفهما كبيرا ودعما من زوجها الذي أعطاها الثقة في وضع ذوقها ورؤيتها الخاصة في بيت أحلامها . كما وجدت ذات الدعم من الأبناء في إعطائها الفرصة لتحمل هذه المسؤولية , مؤكدة أنها تجربة مفيدة تتعلم المرأة منها العديد من مهارات الصبر والتعامل مع الآخرين وتحمل المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار والشعور بالفخر عند تحقيق النجاح . وأضافت الحمد لله انتهيت من بيتي ووجدت تعاون شديد من العماله وتفهم لمتطلبات المرأة ورؤيتها الخاصة . وقالت العاصمي لقد سبقتنا الجدات اللاتي كن يقمن بدهان المنازل بالقط وبتلوين وتشكيل المباني من الداخل والخارج . ويقول مدير مؤسسة فراشة القصر للمقاولات بجدة المهندس مجدي حسن جفارة إن العديد من السيدات السعوديات أصبحن يشاركن الرجل قرار البناء وأصبحت المرأة تتدخل في اختيار الموقع وتخرج لمتابعة الموقع على الطبيعة وتسأل عن إمكانيات عمل التصميم الذي ترغب فيه وإمكانية عمل تسوية أو بدروم . كما أن العديد من السيدات يتدخلن في عملية التصميم الداخلي والخارجي و الكثير منهن يضع التصور النهائي للمبنى . وأشار أن للمرأة بالتأكيد ذوق خاص ولمسة خاصة وذلك عند وجود الوعي الكافي منها لاختيار التصميم وتلافي الأخطاء . وقال إن ذوق المرأة لا يكفي وإنما يجب أن تدعمه بالبحث والقراءة والاطلاع والبحث عن الأفكار الجديدة , وغالبا ما يترك الرجل التصميم الداخلي للمرأة لمتابعته اعتمادا على ذوقها ولمستها الأنثوية ولكن هذا لا يعني أن ذوق الرجل يقل عن ذوق المرأة وإنما قد يكون للمرأة نظرة واقعية في تصميم المنزل سواء أكان مودرن أو أندلسي أو عربي أو روماني أو كلاسيكي وغير ذلك من التصاميم والتي تقبل عليها المرأة . وقال أن المرأة السعودية بدأت تخرج من منطق العيب والمحرمات الاجتماعية فهي تقتسم مصروف بيتها مع زوجها وتساهم بشكل فاعل في حياتها وحياة أسرتها , ولا استغرب كون المرأة تشرف بنفسها على بناء بيتها أو اختيار مواقع غرف النوم أو الجلوس أو شكل البناء الخارجي وفي جدة رأيت العديد من السيدات يقمن بعمل مجسمات في الشوارع ويصممن أشكال لمطاعم وهناك العديد من المكاتب الهندسية تستعين بمهندسات سعوديات . وأشارت صاحبة مكتب آلاء الحريري الهندسي بالخبر المهندسة آلاء الحريري إلى أن ظاهرة تدخل السيدات السعوديات في بناء منازلهن ظاهرة بدأت تتصاعد مع التطور الكبير الذي لحق بالمجتمع والتطور المذهل في بدائل البناء وأشكالها المبتكرة .وقالت الحريري إن العديد من السيدات يشرفن بأنفسهن على بناء منازلهن ولا يتحرجن من هذا العمل , فطالما المرأة محتشمة وملتزمة بتعاليم ديننا الحنيف في الحفاظ على نفسها فلن يضرها شئ , وستجعل كل من حولها يحترمها .وأكدت أن العديد من الرجال يترك أمور التصميم الداخلي لزوجته أو لابنته لاستكمال العمل في المنزل ويترك لهن مبلغ كاف لإتمام هذا الأمر فالمرأة معروفة بالصبر وباهتمامها بالتفاصيل واختيار الألوان بدقة . وقالت الحريري إنه مما لاشك فيه أن النظرة إلى المباني اختلفت بشكل جذري وأصبحنا نرى سيدات ورجال يبحثون عن تصاميم مميزة ويدفعون مبالغ كبيرة في سبيل الحصول على تصميم مميز . وطالبت الحريري بالاستعانة بالمهندسات السعوديات من قبل البلديات ففي تصميم معالم جمالية في الميادين والشوارع مما سيكون له اثر ايجابي في إبراز حس المرأة في هذا المجال . وقالت إن مشاركة المرأة في هذا المجال وجدت قبول من المجتمع بعد إثبات العديد من السيدات جدارتهن بهذه الثقة وقدرتهن على انجاز هذا العمل الذي ظل حكرا على الرجل لفترة طويلة . وبينت أن معظم التخصصات الهندسية التي تقبل عليها الفتيات هي هندسة التصميم الداخلي أو الديكور .