حذر العلماء من أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري الناتج عن غازات الدفيئة قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، بحيث لا يعود الإنسان قادراً على تحملها. ونشر موقع "لايف ساينس" تفاصيل الدراسة في دورية "Proceedings of the National Academy of Sciences" ، مشيرا إلى أن العلماء قاسوا درجة الحرارة الأعلى التي يستطيع الإنسان تحملها، والتي تعرف ب"درجة الحرارة الرطبة"، وهي تعادل الشعور عند تعرض البشرة الرطبة إلى الهواء الجاري، وتوصلوا إلى استنتاج يفيد بأنه يمكن بلوغ هذه الحرارة للمرة الأولى في التاريخ في حال استمرت انبعاثات غازات الدفيئة بمستوياتها الحالية، وكانت النماذج المناخية المستقبلية دقيقة. ولم يتم تسجيل معدل الحرارة الرطبة خلال وجود أسلاف البشر على الكرة الأرضية، غير أنه تم تسجليها قبل 50 مليون سنة. وقال عضو فريق البحث ماثيو هوبر من جامعة "بورديو" إن التعرض لدرجة حرارة رطبة تتجاوز ال32 درجة مئوية لستّ ساعات أو أكثر ستسبب مستويات توتر قاتلة لدى البشر والثديات. وقال إنه على الرغم من أن بعض المناطق في العالم تشهد عادة درجات حرارة تتجاوز ال37 درجة، إلا أن درجات الحرارة الرطبة العالية قلما يتم تسجيلها، لأن المناطق الأكثر حراً على الأرض تشهد معدلات رطوبة منخفضة. وأعطى هوبر مثالاً على الظاهرة التي يمكن أن يشهدها العالم في المستقبل، إذ ترتفع درجة الحرارة الرطبة في بعض البلدان، حيث تجلب الرياح هواء شديد السخونة والرطوبة من المحيط فوق أرض حارة ما يؤدي إلى ظروف حياة خانقة.