اتهم الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري المناهج التعليمية في المملكة بأنها تعاني ضعفاً حادًّا في التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ينبغي، وأنها لا تقدم إلا أمورا يسيرة من السيرة النبوية كعدد الغزوات وعدد الشهداء، أما سيرته وكيف عاش "فأمر ضامر في المناهج"، حسب قول الطريري الذي استضافته الجامعة الإسلامية مساء أول من أمس ضمن برنامجها الثقافي في محاضرة بعنوان "المحبة النبوية". وقال الطريري: حب المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم ليس عاطفة ساذجة لكنها مشاعر تتوغل في القلوب حتى تستقر في أعماقها، ونستشعر ذاك النبي صلى الله عليه وسلم الذي لولاه لكنا فحماً في جهنم والذي لولاه لكنا أمواتاً لا نحيا إلا به، إذ كانت قلوبنا مقفلة إلى أن فتحها النبي صلى الله عليه وسلم، ويحبه المسلمون لأنه أحبّ أمّته وتوجهت مشاعره كلها إليها شفقة على الأمة ورحمة بها. وأكد الطريري أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يسبق كربه وحزنه وألمه، فحينما عاد من الطائف مكروباً انصدعت السماء فنزل جبريل عليه السلام ليقول له: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وبعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليّ ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا. وأوضح الطريري أن المسلم يحبّ نبيه صلى الله عليه وسلم لأنه أحق بالمحبة، فكل من آمن به أحبه، بل أحبته مظاهر الطبيعة، ولذلك نحن نتقرب إلى الله بهذا الحب ونرجو أن ننال الأجر والمثوبة. ويرى أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لا يزكو إلا بالعيش مع سيرته العطرة، ولذلك كان أعرف الناس بهذا الحب هم الصحابة، وكان أبو سفيان يقول: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمدًا.