قال نشطاء في المعارضة إن قتالا عنيفا اندلع اليوم بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات الرئيس بشار الأسد في منطقة رئيسية بالعاصمة السورية في أعنف معارك في دمشق منذ مستهل الانتفاضة ضد الأسد. وهز القتال العنيف حي المزة الراقي بعد يومين فقط من تفجيرين أسفرا عن سقوط 27 شخصا على الأقل في قلب المدينة. وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن هذه الاشتباكات هي الأعنف والأقرب من مقر قوات الأمن في دمشق منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وأضاف أن 18 من القوات الحكومية أصيبوا أثناء القتال الذي اندلع عقب منتصف الليل في غرب العاصمة في مواجهة بين المنشقين عن الجيش وقوات الأسد. وقال شهود إن دوي نيران الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية تردد في أنحاء حي المزة لمدة ساعتين أو ثلاث. وقالت ربة بيت تعيش في المنطقة "يدور قتال قرب سوبرماركت حمادة وتدوي أصداء انفجارات هناك وفي مناطق أخرى بالحي. سدت قوات الأمن شوارع جانبية وقطعت الإنارة عن الشارع." وانفجرت سيارة ملغومة في منطقة سكنية في ثاني اكبر المدن السورية حلب أمس مما أسفر عن مقتل اثنين في حين أن الانفجارين القويين اللذين وقعا يوم السبت استهدفا مقر الشرطة الجنائية ومركزا لمخابرات القوات الجوية. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 8 آلاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة كما أجبر نحو 230 ألفا على الفرار من منازلهم منهم 30 ألفا على الأقل فروا خارج البلاد. وتقول الحكومة إن ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا على يد "مجموعات إرهابية مسلحة" ممولة من الخارج. وقال مصدر قريب من مهمة مشتركة لخبراء من الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي بقيادة الحكومة السورية إن الفريق بدأ مهمة لتقييم الاحتياجات الإنسانية في أنحاء البلاد. ومن المقرر أن تزور المجموعة مناطق تضررت خلال الانتفاضة بما في ذلك مدينة حمص التي شهدت حصارا وقصفا من الجيش طوال شهر في فبراير شباط ودرعا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة قبل عام. ومن المتوقع أن يوفد كوفي المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا فريقا من الخبراء لبحث اقتراح بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا في محاولة للقضاء على العنف. وشكك الأسد الذي تلقى مساندة حيوية من كل من روسيا والصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مدى جدوى مثل هذه المهمة. ومع تجمع المئات أمس في دمشق لتوديع ضحايا التفجيرين قال نشطاء إن قوات الأمن أوسعت المتجمعين ضربا وألقت القبض عليهم خلال مسيرة شارك فيها أكثر من 200 شخص عندما بدأ محتجون يهتفون قائلين "الشعب يريد إسقاط النظام". ومن بين من ألقي القبض عليهم وتعرضوا للضرب محمد سيد رصاص وهو زعيم في (هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) وهي جماعة معارضة زارت الصين وروسيا في محاولات لتشجيع الحوار بين الأسد والمعارضة. واعتقلت قوات الأمن أيضا فرزند عمر وهو طبيب وسياسي من حزب (بناء الدولة السورية) عندما وصل إلى مطار دمشق قادما من حلب مسقط رأسه.