ما أن تتخيل وصولك إلى شارع الغرابي الرياض، حتى تفاجأ بكم هائل من الباعة المتجولين يلاحقونك لأجل تلميع وتنظيف سيارتك من الداخل، وريثما تقف أمام أحد المحلات للحديث معهم، يفاجئك صاحب المحل بعصبية للابتعاد في حال لم تكن هذه المجموعة في تبعيته حتى يستقبل مزيدا من الزبائن الذين يتم اصطيادهم، على الرغم من الغرامات المالية التي توقعها البلدية لعدم وجود رخصة للمحلات التي تقع على شارع بن سلامة "المجاور لشارع الغرابي". وبعد لحظات يظهر في العيان باعة آخرون يتحدثون عن تغيير أنوار السيارة وتصليح المسجلات، وفئة ثالثة تدعي إصلاح بعض "العيوب" في أبواب السيارة، وغيرها من أمور قد تغنيك عن اللجوء لوكالة السيارة، فضلاً عن آخرين يتدخلون لتغيير جلد السيارة من الداخل، والمسجلات والأنوار. محمد ربيش قنذاع أحد المتجولين في الشارع، قال إنه يعمل يومياً منذ ساعات الصباح الباكر حتى آخر منتصف الليل، في الوقت الذي يكون هناك من يناصفهم في ما يجنونه طوال اليوم على حد قوله، مشيراً إلى أن هناك بعض الذين يعملون في الشارع ينتمون إلى مجموعات من أصحاب المحال الذين يقومون برعايتهم وتوجيههم ويحصلون منهم 100 ريال فقط في الشهر. واعترف قنذاع أن أغلب الموجودين هنا من الباعة مجهولي الهوية "دون إقامة"، وعلاوة أن جميع المحلات في شارع بن سلامة في الغرابي هي الأخرى لا تحمل تراخيص عمل مما شجع وجود العشوائيات المتكررة في تلك المنطقة، مشيراً إلى أن ضعف الإجراءات الرقابية هو أحد أسباب التجاوزات لهذه المحلات، وكشف أن أحد المحلات المعروفة في شارع الغرابي "تحتفظ الوطن باسمه" يمارس عملية نشر الأطفال في المنطقة لممارسة هواية مطاردة المستهلكين لغرض تنظيف أو تصليح بعض العيوب في السيارة. ولفت أيضاً إلى أن أصحاب المحلات بحقيقة استخدامهم لملصقات منتجات أصلية ووضعها على بضائع غير أصلية "تقليد"، في مقدمتها الأنوار والتظليل وجلد السيارة الداخلي، وإكسسوارات داخلية وخارجية للسيارة، وذلك لإيهام المشتري أنها أصلية وتباع بسعر أرخص من الوكيل، مشيراً إلى أنه لا يزال يمارس هواية مطاردة أصحاب السيارات ويجني لقاء ذلك ما بين 80 إلى 120 ريالا يومياً.
