من المحتمل أن يقدم المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان ريتشارد هولبروك استقالته في الأسابيع المقبلة وفق تقارير متعددة نشرت في واشنطن. ويأتي التكهن باستقالة هولبروك في ضوء عملية المراجعة الشاملة – للمرة الثالثة على التوالي خلال عام – لاستراتيجية واشنطن تجاه باكستانوأفغانستان، فيما قتل 4 جنود أمريكيين بهجمات في شرق وجنوبأفغانستان أمس وأول من أمس حسب ما أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو". وتزامن ذلك مع وصول رئيس أركان الجيوش الأمريكية الإدميرال مايكل مولن إلى كابول لطمأنة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بشأن مواصلة استراتيجية الأطلسي بعد إقالة ماكريستال. وقالت التقارير الأمريكية إن هولبروك ارتبط بعلاقة وثيقة مع قائد القوات الأمريكية والأطلسية بأفغانستان المقال الجنرال ستانلي ماكريستال وإنه اتبع أسلوبا "غير ديبلوماسي" في تعامله مع المسؤولين الباكستانيين والأفغان على حد سواء. ومن المحتمل أن يضطر الرئيس باراك أوباما لتأجيل قرار إخراج هولبروك من منصبه لبعض الوقت لتجنب إعطاء الأمريكيين المتملمين من مواصلة الحرب انطباعا بأن الأمور لا تمضي وفق تصورات الإدارة وخططها. ويأتي ذلك وسط تزايد ملموس في أعداد الأمريكيين الذين يطالبون بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والتخلي عن مواصلة الحرب. وعزز من ذلك قرارات متتالية اتخذتها حكومات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بإخراج قواتها من أفغانستان في مواعيد محددة. ولم يكن قرار تعيين الجنرال ديفيد بيتريوس خلفا لماكريستال مبررا كافيا لطمأنة مراكز البحث والعسكريين الأمريكيين السابقين الذين يساهمون بحصة قوية في تشكيل المواقف الأمريكية في أفغانستان. فقد تعددت الآراء التي تقول إن نجاح بيتريوس في العراق لا يعني بالضرورة أنه مهيأ للنجاح في أفغانستان بسبب الفوارق الجوهرية بين المواجهتين. ومع الآثار النفسية التي خلفها قرار إقالة ماكريستال وتتابع البيانات الأوروبية التي تشير إلى عزم دول "الناتو" الانسحاب من الحرب نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا يفيد بأن باكستان وضعت خطة سرية لإعادة بناء نفوذها في أفغانستان خشية من تداع مفاجئ لمواقف الدول الغربية هناك. وقالت الصحيفة إن إسلام أباد كثفت من اتصالاتها بمجموعات مؤيدة لطالبان لاسيما بعد أن رشحت تقارير من واشنطن تفيد بوجود اتصالات أمريكية مع الهند لإحلال قوات هندية بدلا من قوات الأطلسي المنسحبين. ميدانيا قتلت قوات الأمن الأفغانية والأطلسية أحد أبرز قادة طالبان في إقليم لوجر جنوبكابول يدعى غلام ساقي عندما حاول الفرار متنكراً بزي امرأة. إلى ذلك حذرت مخابرات إسلام أباد كافة الأجهزة الأمنية بأن تنظيم القاعدة يخطط بالتعاون مع المخابرات الهندية و الأفغانية وطالبان أفغانستان للقيام بأعمال إرهابية داخل باكستان، تشمل اغتيال شخصيات عسكرية والهجوم على مؤسسات الدولة الحساسة والأماكن العامة والمراكز الاقتصادية للأقلية القاديانية. وقتل شخصان بهجوم صاروخي لطائرات أمريكية بدون طيارعلى بيت في منطقة (مير علي) بالقرب من (ميران شاه) عاصمة وزيرستان الشمالية، فيما قتل جنديان وعشرة مسلحين باشتباك عند نقطة تفتيش للجيش الباكستاني في "كودا خل" في منطقة "باي زاي" بإقليم مهمند، وفي منطقة أوراكزاي القبلية المجاورة.