في الوقت الذي اتخذت ظاهرة إشعال الإطارات بحفر الباطن منحى جديدا في ظل تجاهل الإدارات المعنية وعدم مواجهة هذه الظاهرة وانتقال مشعلوها من المناطق البرية المحيطة بالمحافظة إلى داخل الأحياء السكنية متخذين من الأراضي الفضاء داخل الأحياء مقراً لحرائقهم. أكد أحد منسوبي الدفاع المدني بالمحافظة وجود ظاهرة أخرى بدأت بإزعاج العاملين بهذا الجهاز، حيث اتجه مفتعلو الحرائق إلى العبث وإشعال النيران بمنازل مهجورة لأكثر من مرة. وقد شهد حي السليمانية في حوالي الساعة الواحدة صباحا من فجر أول من أمس اشتعال مجموعة من الإطارات بشكل مفاجئ بالقرب من مسجد يزيد بن معاوية، ومع تزايد الدخان الأسود الذي غطى المنازل القريبة بشكل كبير بدأ سكانها يستيقظون من النوم على رائحة الدخان مما دفع الكثير منهم برفقة أطفالهم للخروج من المنازل ليفاجؤوا بحريق مفتعل أدخنته تتصاعد بكثافة، متذمرين من تنامي هذه الظاهرة التي وصلت لأبواب منازلهم. أحد المواطنين ويدعى "محمد الشمري" قال ل"الوطن أول من أمس إنه للوهلة الأولى تخوف من نشوب حريق بأحد منازل الحي، ولكن تبين له أن مشعلي الإطارات انتقلوا لداخل الأحياء بعد أن دمروا المناطق المحيطة بالمحافظة، وأضاف: لقد تعايشنا مع الحريق متحملين نتائجه التي ستتسبب في مخاطر صحية على الجميع وعلى بيئة الحي، متمنيا من المتسببين بها سرعة الحصول على مخلفاتها التي يبيعونها لمحلات الحديد الخردة على الأقل لتنظيف ما تسببوا به. فيما أكد أحد منسوبي الدفاع المدني بمحافظة حفر الباطن -تحتفظ "الوطن" باسمه- ل"الوطن" أمس أن هذه الظاهرة بدأت تساهم في تشتيت جهود الدفاع المدني؛ نظراً لتوالي البلاغات على غرفة العمليات، وقال "إن هذا الأمر جعل مستلمي البلاغات يتأكدون من قرب هذه الحرائق للمنازل من عدمه حتى يتم تقدير توجية فرقة الإطفاء للموقع أو بقائها تحسبا لأي حادث أهم قد تذهب الأرواح والممتلكات بسببه". وأضاف بقوله: "بدأت حرائق الإطارات والحرائق المفتعلة باستنفاد طاقات رجال الدفاع المدني وإمكانياتهم، وبدأنا في تقدير خطورة حرائق الإطارات لتقدير خروج رجال الإطفاء من عدمه، وبالفعل تركنا بعض المواقع تحترق لعدم خطورتها على الأرواح وحتى نكون جاهزين للحوادث الأهم وعدم إضاعة الوقت في حريق إطارات مفتعلة". مشيراً إلى أن حرائق الإطارات المفتعلة بدأت تصاحبها ظاهرة أخرى هي حرائق المنازل المهجورة حيث باشرت فرق الدفاع المدني أخيراً خمس حرائق في منزل واحد نشبت في أوقات متفرقة حتى أن رجال الدفاع بدؤوا يملون من مواجهة هذه الحرائق التي لا يقدر مفتعلوها حجم الخسائر التي يتسببون بها.