بدأت المحكمة الجزئية المتخصصة بالرياض أمس محاكمة خلية إرهابية جديدة عرفت ب"خلية الشرائع" تضم 18 متهما وهم 17 سعوديا وواحد من الجنسية النيجيرية، فيما يواجه أفرادها تهما من الادعاء العام باعتناق المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، والانضمام إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، تسعى إلى التفجير والتخريب والقتل والتدمير وسفك دماء الأبرياء بدون وجه حق، والافتيات على ولي الأمر، والخروج عن طاعته بالسفر أو الشروع في السفر إلى مناطق تشهد اضطرابا للمشاركة في القتال فيها أخذا بمنهج الخوارج، والتآمر بتحقيق أهداف الخلية الإرهابية، وذلك بتجنيد العناصر، ودعم وتمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية. وأكد القاضي للمتهمين عقب الانتهاء من تلاوة لائحة الدعوى، أن لهم الحق في الاستعانة بمحام للدفاع عنهم، وأنه في حال عدم استطاعة أحدهم دفع التكاليف، فإن وزارة العدل تتولى تعيين محام للدفاع عنهم. وتم تسليم نسخة من لائحة الدعوى لكل واحد من المدعى عليهم ال18 الذين حضروا الجلسة جميعا، إلى جانب تواجد ممثلي وسائل الإعلام. وكان المدعي العام قد وجه 217 تهمة للمتهمين، كان النصيب الأكبر منها للمتهم السادس الذي وجه له 45 تهمة، فيما كانت التهم الأقل للمتهمين 13 و15، وبلغ عددها 5 تهم من بينها تصنيع وترويج المسكر وتعاطي حبوب الكبتاجون المحظورة. وأكد مراقبون أن خطورة تلك الخلية تكمن في ضخامة التهم الموجهة إلى أفرادها وارتباطهم المباشر والتقائهم مع رموز القاعدة حيث قابل أحدهم زعيم التنظيم "أسامة بن لادن"، إضافة إلى رموز آخرين مثل عبدالعزيز المقرن، وحمد الأسلمي، وصالح العوفي، وسلطان العتيبي، وعبدالله أبو نيان، وسامي اللهيبي، ومحمد الجهني، ومقابلة بعضهم في أفغانستان والسعودية، فيما كان أخطر تلك التهم الموجهة إلى بعضهم انتحال صفة رجل السلطة العامة بارتدائهم بدلات عسكرية عند نقلهم لبعض أعضاء الخلية وتزويد بعضهم ببدل عسكرية لارتدائها للتمويه على رجال الأمن تفاديا لكشفهم من قبل نقاط التفتيش. ولم يقتصر تحايل عناصر الخلية على رجال الأمن بل امتد إلى تضليل المسؤولين في القنصلية السودانية باستخراج وثيقة ترحيل باسم مستعار وجنسية سودانية للسفر إلى إريتريا، للمشاركة في القتال الدائر هناك، استعدادا للعودة إلى المملكة والقيام بأعمال إرهابية ضد المستأمنين والمعاهدين ورجال الأمن. وكان أحد المتهمين هرب من سجن المباحث العامة بمكة المكرمة واشترك في تهريب أحد أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي "المتهم الأول"، والتنسيق في ذلك مع أحد أعضاء التنظيم مقابل 100 ألف ريال، وشروع أحدهم في الهرب إلى خارج المملكة مع أحد أعضاء التنظيم الإرهابي "سامي اللهيبي" بالذهاب إلى أحد الداعمين للتنظيم في مجال تزوير جوازات السفر مقابل 2500 للجواز الواحد، وطلب البحث عن جوازي سفر مزورين للسفر إلى خارج البلاد بعد هروبه ورفيقه "المتهم الأول" من السجن، واستعدادهما لقتل رجال الأمن في حال مطاردتهما لهما، وذلك بحيازة كل منهما مسدسا مع ذخيرته بدون ترخيص. ووجه اتهام لأحدهم بالشروع في تزوير جواز سفر لصالح أحد أبناء "أسامة بن لادن" بهدف السفر به إلى العراق والمشاركة في القتال الدائر هناك. المتفاخر بالإرهاب يتراجع ويعتذر للمحكمة قدم المتهم في قائمة ال85 المتهمة بالانضمام لخلية "الدندني" اعتذاره للمحكمة الجزئية المتخصصة بالرياض أمس عما بدر منه في أولى جلسات محاكمته، حينما قال "إن القضية تاج شرف على رأسي، وأن كل ما سرد من تهم ضدي تاج فخر اعتز به". وأوضح أن ما ذكره خلال تلك الجلسة كان نتيجة حالته النفسية والصحية، وأنه جاء في لحظة غضب، مؤكدا احترامه للقضاء. ورحب قاضي المحكمة بتراجعه قائلا "نفرح لكل إنسان يرجع للحق، وبإذن الله كل منكم سيلقى محاكمة عادلة وفق الشريعة الإسلامية"، مؤكدا أن كل تهمة لها جواب ودليل.