بينما تنفي الشؤون الصحية بمنطقة تبوك إهمال فحوصات نقص هرمون الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة، تؤكد مصادر مسؤولة في صحة تبوك وخطابات رسمية، أن مئات الأطفال ولدوا في مستشفى الولادة بمنطقة تبوك خلال السنتين الماضيتين، يواجهون مصيراً صحياً مجهولاً نتيجة عدم تمكن المختبر المركزي لصحة تبوك من إجراء فحوصات شاملة لنقص هرمون الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة, بسبب عطل في جهاز مخبري هام، لم يتم إصلاحه منذ سنتين, حسبما تفيد به تقارير وخطابات رسمية "تحتفظ الوطن بنسخ منها"، حيث اضطرت مستشفيات المنطقة إلى الاحتفاظ بعينات الدم لأطفال ولدوا فيها حتى تكدست العينات دون إجراء الفحوصات لها أو إتلافها. وأشارت المصادر إلى أن الفحص الشامل لنقص هرمون الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة يعتبر برنامجاً وطنياً لم تظهر صحة تبوك جدية الالتزام به, مؤكداً أن مئات الأطفال ولدوا في مستشفى الولادة بمنطقة تبوك خلال العامين الماضيين ولم تجر لهم أي من هذه الفحوصات. من جانبه، أوضح استشاري الأطفال فهد العنزي ل "الوطن" أن فحص قصور الغدة الدرقية الاستباقي للأطفال حديثي الولادة من أهم الفحوصات التي تجنب الطفل التخلف العقلي، مبيناً أن الغدة الدرقية هى غدة من الغدد الصماء التي تتحكم فى عمليات "الأيض الحيوى" لكل خلايا الجسم بمعنى أنها تدخل في عمل كل خلية بالجسم، وخمول الغدة يؤثر تقريباً على جميع وظائف الجسم. وأشار إلى أن الكشف المبكر عنها يعتبر أمراً ضرورياً لتلافي إصابة الطفل بالتخلف العقلي، مضيفاً أن الفحص يتم بأقل كمية من الدم بأجهزة متطورة رخيصة الثمن وعالية الآداء. بالاستفسار من مدير العلاقات والإعلام في صحة تبوك عطا الله العمراني أكد ل "الوطن"، أنه حسب ما أفاد به مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في تبوك الأخصائي كريم بن يحيى العنزي، لم يحدث إهمال لبرنامج فحص الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة بالمنطقة, مبيناً أن الفحص يجري لجميع الأطفال عند الولادة مباشرة، مشيراً إلى أن آلية إجراء الفحص تتم عن طريق تجميع العينات من مستشفيات المحافظات، وإجراء الفحص في مختبر مستشفى الملك خالد بتبوك، وكذلك مستشفى الولادة الذي يقوم بتجميع العينات أسبوعياً ويرسلها لمختبر مستشفى الملك خالد، مضيفاً أنه خلال السنتين الماضيتين لم يتم اكتشاف حالات إيجابية بالمنطقة.