تزوجت "سعاد" العام الماضي، وظل زوجها شهراً كاملاً ملازماً لها، تقول "كان شهرا جميلا شعرت فيه وكأنني أميرة في قصرها، طلباتها تنفذ في وقتها إضافة إلى اهتمام زوجي وحواره معي، والحديث المعسول بينهما"، ولكن بعد مرور الشهر الأول بدأ زوجها يخرج من المنزل، ويسهر إلى وقت متأخر من الليل، ويدخن في المنزل بعد أن انقطع خلال شهر العسل عن التدخين، وأصبح شخصا مغايرا تماما لما تعرفه. وهكذا يواجه بعض الزوجات تغيرا مفاجئا يطرأ على حياتهن بعد مضيء الأشهر الأولى من زواجهن، حيث يبدأ الزوج بمجرد انتهاء شهر العسل وربما قبل أن ينتهي بالغياب عن المنزل، بعد أن كان ملازماً لزوجته اليوم بأكمله، فيما طالبت اختصاصية اجتماعية الزوجات بتفهم طبيعة تغير ظروف أزواجهن، ومسؤولياتهم الحياتية، مطالبة بالوقت ذاته الأزواج بتعويضهن أوقات انشغالهم عن زوجاتهن. وتقول نهى " تزوجت قبل 12 عاماً، وكان الشهر الأول في زواجنا هو الأجمل، حيث كان زوجي يحملني على كفوف الراحة، حتى إنني كنت أطلب منه زيارة أسرتي بمفردي والعودة له بعد ساعتين وكان يرفض، لأنه لا يريد فراقي، حسب قوله" ولكن بعد انقضاء شهر العسل تغير الوضع، وأضافت "الآن أصبحنا لا نلتقي سوى ساعات قليلة من اليوم، رغم وجودنا تحت سقف واحد، حيث يسهر زوجي في الاستراحة مع أصدقائه، ويعود متأخرا، ويستيقظ مبكرا للذهاب إلى عمله، وعندما يعود ينام، وهكذا أصبحت معظم أيام الأسبوع". ويقول محمد على إنه اتفق مع زوجته منذ البداية على ساعات الخروج والبقاء في المنزل، حتى تكون على دراية تامة بطقوسه وعاداته الاجتماعية، ولا تلومه بعد ذلك عند الخروج كما يحدث من كثير من الزوجات، مشيرا إلى أن شهر العسل هو أفضل أيام الحياة الزوجية، وفيها يتعرف كل طرف على شخصية الآخر. من جانبها أشارت الاختصاصية الاجتماعية بجامعة طيبة أمل الجهني أن "شهر العسل أفضل وقت لحصول الألفة والمودة بين الزوجين، حيث يحظيان بوقتهما الخاص الذي لا يعكر صفوه أحد، ليتعرف كل منهما على الآخر عن قرب، وتتوطد أواصر العلاقة بينهما، وتتمكن الأنثى من كسر حاجز الخجل الذي قد يسبب لها الارتباك والخوف في بداية الزواج". وأضافت "لكن هذا لا يعني أن يلازم كل منهما الآخر طوال الوقت، لأن ذلك مدعاة لنشوء الملل، لذلك يجب على الزوج أن يتفهم وضع زوجته وحاجتها لاستيعاب وضعها الجديد، ويعطيها فرصة لتخلو بنفسها، وممارسة بعض الأعمال التي تخصها مثل الاتصال بوالديها وعائلتها، والاهتمام بمظهرها مما يعطيها مزيد من الثقة بنفسها، ويتذكر كل منهما أن أمامه كثيرا من الوقت مستقبلا للتقارب، وذلك لتحمل تلك الأيام أجمل الذكريات". وقالت الجهني إنه بعد أن ينقضي شهر العسل يجب على الطرفين أن يتوقعا كثيرا من التغيرات في حياتهما، فالزوجة تسهم في أعمال البيت بشكل أساس من طبخ وتنظيف وغيره، وينتظم كل منهما في الحضور لعمله، ويجب على الزوجة بالذات أن تتوقع انشغال زوجها، وأنه لن يكون موجودا باستمرار كما كان أثناء شهر العسل، وعليها أن تشغل نفسها بكل ما هو مفيد لها ولأسرتها وبيتها، وعلى الزوج بالمقابل أن يحرص على قضاء أوقات جيدة مع زوجته وأولاده، ليعوضهم عن فترة انشغاله عنهم". وأوضحت أن "بعض الأزواج يشغل نفسه طوال اليوم، ولا يوجد في المنزل إلا عند رجوعه من العمل منهكا، أو يعود في آخر اليوم لكي ينام، وفي كلتا الحالتين فإنه سيكون متعبا ولن يتقبل من زوجته أي حوار.