صاحب الصوت الذي يتردد على أسماع طالبي الجوال وراكبي الطائرات وقطار المشاعر المقدسة والأفلام الوثائقية ومراسل صحفي لأكثر من وكالة أخبار عالمية .. إنه الصحفي روجر هاريسون، ستة عشر عاماً قضاها في المملكة متنقلاً بين مناطقها، عمل في عدة وسائل إعلامية، قسم نفسه إلى نصفين أحدها سعودي والنصف الآخر يعود لبلد منشأه بريطانيا، عشق المملكة وانصهر مع المجتمع الصحراوي لم تلائمه أجواؤه كثيراً إلا أنه تعود عليها. هاريسون ذلك الصوت الذي يجلجل قبل إقلاع الطائرات وبعد إغلاق الجوالات، لم يكن الكثير من الناس يعرفه إلا عن طريق بصمة الصوت المميزة والتي كانت في أغلب الأحيان مثارا للتندر بين البعض، وسبيل للامتعاض لدى آخرين. الصوت الذي يمر بين ردهات منتدى جدة الاقتصادي بروح خفيفة ومرحة يتذكر معه الحاضرون "سر الرحلة والإغلاق"، ويمازحهم كثيراً بترديد عباراته الشهيرة " إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن" ولكن بلغته ولكنته الرخيمة. الستة عشر عاماً التي قضاها هاريسون في المملكة لم تشفع له بإجادة اللغة العربية سوى بضع عبارات ترحيبيه أو عبارات تستخدم بشكل متكرر مثل " شكراً" و" إن شاء الله" و "السلام عليكم". هاريسون الذي كان مسرح المركز الإعلامي مقراً له وعمل في ترجمة بعض الجلسات لم يترك المعلومات التي تمر على آذانه دون أن يعلق عليها، فتحدث عن فلسفة نائب وزير التربية والتعليم الدكتور حمد آل الشيخ مشيراً إلى مثل أفكار نائب الوزير هي التي قادت التعليم في بريطانيا إلى مستويات متقدمة. في رحلة مكة كان صوته يشد الانتباه نحو رحلة الحج من 1400 عام يحكيها على لسان ابن بطوطة، ويبدو أن حل بطوطة وترحاله قاد هاريسون إلى فكرة الرحيل فقرر أن يعود إلى بلاده أخيراً بعد ستة عشر عاماً أمضاها في المملكة. يقول هاريسون إنه سيحمل معه للمطار أمتعته وحب للسعوديين وذكريات جميلة للبلد سيرويه لأصدقائه في بريطانيا، كما أشار إلى أنه يأمل أن يلتقي السعوديين في بلده لحبه لهم سواء كانوا أصدقاءه أو باقي السعوديين..