اتهم مشاركون عرب في منتدى الحوار الدولي "فالداي" الذي انعقد في موسكو، روسيا بعدم الاستفادة من دعمها للعقيد معمر القذافي، وأكدوا أن الثورة السورية التي تقمع من النظام تقمع أيضا من موسكو. فقد هاجم رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو السفير جمعة إبراهيم الفرجاني، مواقف روسيا من المنطقة العربية والتي تعتمد في علاقاتها الخارجية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي على المصالح الاقتصادية والإستراتيجية. كما انتقد توجهات روسيا في دعم الرئيس السابق معمر القذافي الذي اختطف ليبيا ونهب دخلها البالغ مئة مليار دولار سنويا ليسخره للحروب في أفريقيا فيما يعيش أبناء شعبه في حالة من الحرمان بدعم من موسكو. وبين الفرجاني (الليبي الجنسية) خلال المنتدى، أن القذافي حليف روسيا، التي تكرر تجربتها في سورية، صادر كل الحياة السياسية والاقتصادية في بلاده، ودمر قطاعي التعليم والصحة، معتبراً أن تكرار موسكو لذات الأخطاء في سورية أمر يدعو للاستغراب. وأضاف أن الفيتو الروسي لم يكن ضد التدخل الغربي والأميركي في سورية، لكنه ضد مشروع عربي تقدمت به الجامعة العربية طلباً لحماية المدنيين من الشعب السوري، منتقداً أيضاً موقف وسائل الإعلام المحلية الروسية من الثورات العربية التي شككت بها وحاولت أن تلمح إلى أنها صنيعة للغرب. في المقابل، حاول مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفيسور فيتالي نعومكن، الدفاع عن موقف بلاده وتوجيه الاتهامات للغرب، وقال "لسنا نشكك في الثورات العربية ولم نمجد القذافي ولا كتابه الأخضر"، كاشفاً أن بلاده رفضت مقابلة ممثل القذافي بعكس القادة الغربيين الذين كانوا يقابلونه. وبين نعومكن أن ما عرض في المشاهد التلفزيونية من معاناة سيف الإسلام القذافي من الآلام كان مشهداً مؤلماً، وقال "كل الثورات فيها رغبة في الانتقام وبلادنا عاشت ثورة كبيرة وما حصل بعدها من قتل وانتقام نتذكره ولا نتمنى أن يتكرر". من جانبه تمنى مدير عام مركز الدراسات الشرقية، الدكتور أحمد سمير التقي (سوري الجنسية) ألا تقبل روسيا لجوء بشار الأسد إليها، لأن ذلك سيتحدث عنه التاريخ. واعتبر أن سورية تشكل في الماضي الدولة الأقل عولمة في العالم بسبب سياسات الحصار الإعلامي، واختزانها للخطاب الإسلامي السياسي، وكانت بمصادر دخلها الخارجية تعاني لكنها بدرجة منعت الانفجار الذي حصل مع انهيار الشرعية في الشارع السوري للرئيس بشار الذي استمد شرعيته من الخارج، كما فرضت الأجهزة الأمنية ضغوطها المستمرة على المواطن. وبين الدكتور التقي أن دخول العولمة حرك الجماهير التي وجدت أنها خارج التاريخ وخارج المشاركة السياسية والاقتصادية، فكانت الثورة السورية التي قمعت مرة من النظام ومرة أخرى من موسكو التي تحاول حرماننا من خوض تجربتنا في الثورة والتغير، كما حصل معهم في تجربتهم التي يفتخرون بها.