"خمسة ريالات" دفعتها إحدى المدارس لأحد طلابها المحتاجين، ورفعت بها إلى وزارة التربية والتعليم، ظنا منها أنها ستشكر على هذه المبادرة، إلا أن الأمور جاءت عكس التوقعات، حيث أثارت هذه المساعدة حفيظة واستياء وزيرها الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، مما دفعه إلى تبني إنشاء "مؤسسة تكافل الخيرية لمنسوبي ومنسوبات "التربية" لمساعدة طلاب وطالبات المدارس المحتاجين" والتي خصص لها مبلغ نصف مليار ريال. قصة الخمسة ريالات كشفها وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء موسسة تكافل الخيرية في تعميم موجه لمديري التربية والتعليم - حصلت "الوطن" على نسخة منه، أفاد فيه بالتالي "من خلال تتبعي لما نقدمه عبر الوزارة للأيتام المعوزين وذوي الحاجة من طلاب وطالبات المدارس ظهر لي أن ما يقدم لهذه الفئة العزيزة علينا جميعا هو مساعدات متواضعة، ورغم قلتها فهي لا تشمل كل المحتاجين من الطلاب والطالبات، بل تقتصر على عدد ضئيل منهم، حيث نجد أن إحدى المدارس الابتدائية في أحد أحياء مدينة الرياض "مثلا" عدد طلابها 250 طالبا وتتم مساعدة تسعة طلاب فقط حتى إنني اطلعت على نسخة من سند استلام طالب لخمسة ريالات، ولا شك أن مصدر ذلك هو قلة موارد إدارة التربية والتعليم لمساعدة الطلاب والطالبات المحتاجين، فهي تعتمد على نسبة محدودة من دخل المقصف المدرسي أو مشروع المقاصف أو غيرها". وأضاف الأمير فيصل بن عبدالله في التعميم، أن إنشاء مؤسسة تكافل الخيرية يأتي امتداداً لرعاية الوزارة للجوانب التربوية والتعليمية، ويحل بديلاً لصندوق التكافل الاجتماعي لموظفي وزارة التربية والتعليم في السنوات المقبلة، ووعد بإنشاء شركة استثمارية مملوكة بالكامل للمؤسسة وإيجاد أوقاف تكون موردا ماليا ثابتا يدعم المؤسسة، وآلية لتحقيق التدريب التقني والمهني عبر الشراكة مع المؤسسات الحكومية والأهلية، لتنمية قدرات الطلاب والطالبات بما لا يتعارض مع مواصلة دراستهم ليكون رافداً يساعد الفقراء وأسرهم على زيادة الدخل. وأشار الوزير في التعميم إلى أن ميزانية المؤسسة تشمل كل ما يرد إليها من تبرعات وهبات وما يخصص لها من أوقاف، بالإضافة إلى تبرع شهري اختياري من موظفي وموظفات الوزارة، إضافة إلى تبرعات أفراد المجتمع. وفي تعميم ثان، أبدى وزير التربية والتعليم ملاحظته على تقاعس عدد كبير من المدارس عن إدخال بيانات طلابها المحتاجين، وقال في التعميم - حصلت "الوطن" على نسخة منه - إنه من خلال متابعته اليومية لإنجاز المدارس على موقع مؤسسة تكافل الخيرية لفت نظره أن بعض إدارات التربية والتعليم لم تدخل حتى اليوم إلا عدداً ضئيلا جداً من المدارس وأن بعضها لم تدخل بعد أي بيانات عن مدارسها، وتابع "تعلمون أن مثل هذا التأخير في إبلاغ المدارس "باسم المستخدم والرقم السري" الذي يمكن المدرسة من الدخول على النظام وعدم متابعة المدارس سيكون له مردود عكسي لما نسعى إليه جميعا في خدمة هذه الفئة من الطلاب والطالبات المحتاجين". وقد أمهل الوزير الإدارات التعليمية المتقاعسة خمسة أيام لاستكمال بيانات الطلاب والطالبات المستحقين لمساعدات " تكافل" لتنفيذ العمل المناط بها. يذكر، أن 13078 مدرسة رفعت بياناتها حتى أمس حسب موقع تكافل، فيما لا يزال تقدم مدارس الرياض بطيئا، حيث لم ترفع إلا 14% من مدارس البنين بياناتها و3% من مدارس البنات.