كشف عضو مجلس الشورى عبدالوهاب آل مجثل عن حالة من عدم الرضا تسود المجلس حيال وضع الرياضة الحالي وإدارتها المتمثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية، لغياب النتائج والإنجازات، لاسيما على مستوى المنتخبات الوطنية، رغم التفاؤل بعودتها إلى سابق أمجادها تحت قيادة الأمير الشاب نواف بن فيصل، مؤكداً أن معظم الأعضاء يتحدثون عن ضرورة إجراء غربلة وخصوصاً في القيادات العليا وعلى الأخص ممن تقدم بهم السن، لافتاً إلى أن تلك العقول قد تعيق التطوير والتحديث. آل مجثل فتح قلبه ل"الوطن" وكشف كثيراً من الملفات الساخنة حول الرياضة، ونادي أبها الذي ترأسه لفترات، وذلك في السطور التالية: تشهد رياضتنا إخفاقات متوالية.. كيف ينظر مجلس الشورى إليها؟ هناك حالة من عدم الرضا، دون أن يعني ذلك غياب التفاؤل بعودة رياضتنا إلى سابق أمجادها بقيادة الأمير الشاب نواف بن فيصل.. معظم الأعضاء يتحدثون عن ضرورة إجراء غربلة وخصوصاً في القيادات العليا لاسيما ممن تقدم بهم السن، لأن هؤلاء بعقولهم قد يعيقون التطوير والتحديث. رعاية الشباب والاتحادات الرياضية تتذرع دوماً بقلة الدعم المادي، وأنه انسحب بالتالي على نتائج المنتخبات والأندية. الرياضة تحظى بدعم غير عادي من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ونثق أن كل الأمور ستكون على ما يرام بإذن الله.. وقد كانت هناك ملاحظات عدة في المجلس حول ضخامة الإنفاق على الصيانة والنظافة، ولكن الرئاسة بررت ذلك بأن المنشآت الحالية تحتاج صيانة ونظافة وفقاً لمعايير دولية، والدليل أن معظم تلك المنشآت ما زالت بأحسن حال رغم مرور زمن طويل على إنشائها، ولذلك فإن الصرف كان طبيعياً ومعقولاً وفقاً للرئاسة. دعنا نفتح ملف نادي أبها.. ما سر ابتعادك عنه؟ لنادي أبها قيمة كبيرة وحيز كبير من سيرتي وتاريخي، وأنا أول رئيس ناد على مستوى المنطقة أوثق الإنجازات التي تحققت خلال رئاستي للنادي على مدى 12 عاماً، وذلك بمؤلف أسميته (ذكرياتي في نادي أبها الرياضي)، لأني ومن خلال نادي أبها دخلت إلى عالم الرياضة ولي علاقات وطيدة مع معظم الرياضيين، وليست عضويتي الشرفية في أكثر من 74 ناديا على مستوى المملكة سوى مثال بسيط على ذلك. وحققت مع الجميع في النادي إنجازات مهمة، منها بطولة المنطقة مرتين، وبطولة المناطق والصعود إلى الثانية وتحقيق بطولتها، والصعود إلى الأولى، وتغيير اسم النادي من الوديعة إلى أبها، مروراً بالفوز على فرق عالمية في دورة الصداقة الدولية الرابعة والوصول إلى النهائي، وأخيرا الأهم الصعود للدوري الممتازة لأول مرة في تاريخ المنطقة الجنوبية.. وبعد صدور أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين بتعييني عضواً في مجلس الشورى، اختلفت الأمور ولم يعد لدي وقت يسمح بالتواصل المستمر مع النادي. غبت عن حفل "45 عطاء ووفاء" وعن حفل تأسيس الهيئة الشرفية؟ حفل "45" ليس له (مازيه ولا فكاهة) كما يقول غوار، وما زال البعض يتحدث سراً وعلانية عن سر اختيار الرقم "45" بدلاً من "50" مع أن عمر النادي حتى هذه اللحظة "43"، وأعتقد أن المناسبة من طراز (الشيء لزوم الشيء) واللبيب بالإشارة يفهمُ، كذلك أشير إلى أن الدعوة وصلتني مع أحد العاملين في النادي في تصرف غير مهذب، فأنا رئيس ناد سابق وعضو شرف، وأعتقد أن لي حقا على رئيس النادي على الأقل تقديراً لسني، ومع ذلك فإني مسرور لعدم حضوري إذ أن التكريم كان عبارة عن (حشف وسوء كيل) حيث تم تكريم أكثر من 700 شخص بدروع عادية لا تزيد قيمة الدرع الواحد منها على ريالين. أما حفل الهيئة الشرفية، فإنني لم أكن موجوداً في المنطقة، وقد اعتذرت من الأخ محمد بن عامر وقبل اعتذاري، لكني أضيف أن الوقت لم يكن مناسباً، وخصوصاً في ظل صوم النادي عن تحقيق أي إنجازات تُذكر من ناحية، ومن الأخرى فإن المحاولات السابقة لتأسيس الهيئة 1415 و1418 و1426، لم يكتب لها الاستمرار أو النجاح، وهذه الهيئة حتماً ستلحق بما سبقها لأن عوامل النجاح والاستمرار غير متوافرة، وأتمنى أن يخيب ظني، ويحقق الرئيس الحالي ما لم يحققه الأوائل. وهناك من قال إن من حضر لتأسيس الهيئة من رموز النادي، رغم أن البعض ممن ورد ذكرهم لم يدخل النادي من سنين، بل والآخر لا يدري أين يقع مقره، والبعض تخلى عن الفريق في أحلك ظروفه، وقد يكون لارتباط الرئيس الجديد بعمله في بيشة مع عدم توفر بعض العوامل الأخرى أكبر الأثر في عدم تحقيق أي نجاح. رئاستك الأخيرة للنادي لم تكن جيدة على غرار فتراتك السابقة؟ لكل مرحلة ظروفها، والفترة الأخيرة لم تكن طبيعية، لأن الجميع يعلم أنني أتيت إلى النادي بناء على تكليف من الرئيس العام آنذاك الأمير سلطان بن فهد بناء على رغبة شخصية من أمير عسير الأمير فيصل بن خالد، ومع ذلك قمنا بعمل رائع، حيث تم التعاقد مع جهاز فني ولاعبين محليين وأجانب، وتم تجهيز كل ما يلزم الفريق، كما تم أيضاً تجهيز معسكر إعدادي في فندق الإنتركونتيننتال بالسودة، وكانت الأمور تسير وفقاً لما خطط له، وكانت بداية الدوري ونتائجة مشجعة، في مستوى ما بذل، ولكن فجأة تغيرت الأمور، بعد أن قام المدرب المغربي عبد القادر يومير بافتعال المشاكل والتي وصل بعضها إلى الشرطة حينما تشاجر مع مواطنه مدرب اللياقة عبيس إدريس، ثم افتعل مشاكل مع حكم مباراتنا مع نجران وكنا متقدمين، ولكن بسبب تصرفاته تعادل الخصم معنا، واستمر مسلسل مشاكله فاشتبك مع مدرب الاتفاق، وتهجم على حكم المباراة عباس إبراهيم، وانتهت المباراة بطرد اثنين من لاعبينا ففاز الاتفاق بهدف في آخر دقيقة من الوقت الإضافي الذي بالغ الحكم في احتسابه. وتعدى يومير الأمر إلى التفرقة بين اللاعبين في التعامل، ثم وبعد أن اكتشفنا حقيقة أمره وأن مهنته مدلك وليس مدرب كما جاء في جواز سفره، رتب مع آخرين مسرحية هروبه، وباقي القصة معروفة إعلامياً، ومع ذلك تركت الفريق وهو في دوري المحترفين. لكن الفريق كان منهاراً، وبعد رحيلك عنه وفي 4 مباريات حقق ما لم يحققه في عهد إدارتك.. ففاز على النصر والشباب وتعادل مع النصر والحزم ووصل إلى الفاصلة أمام الرائد. طالما الأمر كما ذكرت ووصل الفريق إلى الفاصلة وهي عبارة عن دوري مصغر مع الرائد، فإن الطبيعي وعلى ضوء النتائج التي حققها أمام فرق كبيرة مثل النصر والشباب أن يفوز على الرائد ويبقى في دوري المحترفين. أوقفت جملة من اللاعبين خلال رئاستك الأخيرة، لماذا؟ اللاعبون توقفوا عن الحضور والالتحاق بالمعسكرات، والطبيعي التعامل معهم بحزم، واتخذت الإدارة قراراً بذلك، وبعضهم اعتذر عن خطئه وعاد، أما من لم يعد فقد تم تنسيقه. بعض أعضاء إدارتك استقالوا احتجاجاً على انفرادك بالقرار، وعلى وجود بعض العاملين في النادي؟ من استقالوا اتخذوا الاستقالة ذريعة، لأنهم كانوا عازمين على إسقاط المجلس وتشكيل آخر بمعرفتهم، مع أنني اخترتهم معي لكنهم للأسف خذلوني، وعملوا على هدم كل ما بنيناه، والغريب أنهم اجتمعوا بي في مكتبي وطلبوا مني استبعاد بعض الأسماء، كما طلبوا مني شخصياً الموافقة على تولي الأخ محمد بن عامر الإشراف على الفريق وكلفوني بالسفر إلى مصر للتعاقد مع مدرب للفريق، لكنهم نقضوا الاتفاق وفاجؤوني بإعلان استقالاتهم في المنتديات، وآخرون تقدموا بها لمكتب الرئاسة ومع ذلك استمر العمل بمن بقي من الأعضاء وخاب مسعاهم، ولم يتغير شيء وأكملت فترة رئاستي، حتى صدور قرار تعييني في مجلس الشورى. ألم تجد أشخاصاً يعملون معك غير من اعترض عليهم الأعضاء؟ المثل يقول الجود من الموجود، وبعض الأعضاء وللأسف كان مشغولاً بالتنظير دون العمل، وبعض من كانوا في النادي كان همهم بناء علاقات شخصية وتحقيق مصالح ذاتية على حساب النادي، ولم يكن أمامي إلا الاستعانة بمن أثبت جدراته، ومنهم من لا يزال يعمل في النادي، وكل ما يهمني هو عمل الشخص . قيل إنك تمنح عمولات لمن كانوا يعملون معك، وتحول الدعم الذي يأتي للنادي ليمر عبرهم ليحصلوا على العمولة؟ غير صحيح، كنت أطلب ممن يريد دعم النادي تحرير شيك بنكي بالدعم وباسم النادي، ومع ذلك هناك قرار من مجلس الإدارة بتخصيص مكافأة مالية لمن يأتي بدعم، وأؤكد أننا لم نصرف لأحد ريالا واحدا. ماذا عن طلبك من اللاعبين تقبيل رأسك عقب كل هدف لهم بحسب تصريح يومير؟ هذا إفك من شخص غير متزن وجاهل، وهذا طلب ساذج لا يليق بي أو باللاعبين، والمذكور كان على دراية بما يكنه اللاعبون لي من تقدير واحترام، كما أن تربيته الغربية تفتقر إلى فهم مثل هذا التعامل، وهذا الكلام رخيص أراد منه تحقيق أهداف رخيصة. ما رأيك بوضع النادي حالياً؟ أنا مبتعد عن النادي لكني أتابع أحياناً ما يكتب عنه في الصحافة، ولفت نظري التفريط بعدد كبير من اللاعبين وآخرهم الحارس متعب زيد، رغم أن الأوضاع المالية جيدة والموارد تخطت ال30 مليون ريال خلال الإدارة الحالية، وليسوا بحاجة إلى تفريغ النادي من المميزين، وخصوصاً وهم ينافسون على الصعود كما يقولون. ولا أخفي سراً رفضي مبلغ 5 ملايين ريال مقابل التنازل عن اللاعب خالد الزيلعي، وذلك لحرصي على بقائه، ومع ذلك فرطوا فيه بعد ذلك بمقابل زهيد، والآن بيع عقد متعب مقابل مبلغ متواضع، والغريب أن رئيس النادي وآخرين انتقدوا بيع عقد اللاعب أحمد مفلح في عهدي، رغم جزالة العرض ومناسبته للاعب وللنادي. لكن الزيلعي والقرني انتقلا بخطأ من مسؤول الاحتراف في إدارتك، فيما اللائحة الجديدة حالت دون التجديد للعليانيين؟ لا معلومات لدي عن حقيقة الأمر، وكان بإمكان الأخ سعد الأحمري معالجة الأمور لأنها كانت في يده ويستطيع حلها، وهناك من يعملون مع الأخ سعد يتباهون أنهم عندما يحتاجون إلى أي مبالغ يقومون فوراً ببيع عقد لاعب أو أكثر، وهذا أمر محزن ومؤسف. كيف تحتج على بيع اللاعبين وأنت سعيت لتنسيقهم؟ التنسيق كان لمصلحة النادي، والأيام أثبتت أنني كنت على حق، والدليل أن من تم تنسيقهم أو عملنا مخالصات معهم لم يلعبوا في أي ناد آخر، الأحمري في رئاسته الأولى زارك في مكتبك ولم تدعمه مادياً وبعد الصعود إلى دوري الكبار وصفت الإنجازات ببيضة ديك. ما زلت عند رأيي أن ذلك الصعود كان رمية من غير رام، بدليل سرعة العودة إلى الأولى، ورغم ذاك، حضرت المباراة الختامية أمام التعاون، وأعلنت بين الشوطين مكافأة مالية مقدارها 100 ألف ريال لو حققوا الفوز، وأوفيت بوعدي. بعد سنوات طويلة في خدمة النادي.. لماذا لم تحظ بأي تكريم، وهل ستعود للرئاسة؟ يكفيني تكريم الوسط الرياضي، أما إذا كنت تعني الشهادات والدروع والجوائز العينية، فإنني أعتبر تكريم النادي مرتين بجائزة أبها، وكذلك تكريم المدرب سعد البشري والإعلامي عبدالله القحطاني بذات الجائزة تكريم لي شخصياً، لكنني أتذكر وبألم الإيعاز لي بعدم الحضور لاستلام جائزة أبها عندما حقق الفريق إنجاز الصعود، كما أن بعضهم حال متعمداً دون حضوري تسلم جائزة الصعود للممتاز من يد خادم الحرمين الشريفين، وكان الحضور من نصيب نائبي مشافي المقرفي الذي ينطبق عليه المثل (مصائب قوم عند قوم فوائد). أما ما يتعلق بالعودة فإن علم ذلك عند ربي، وأنا مواطن أولاً وأخيراً والباب مفتوح للجميع.