قبل خمسة أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن، تصاعدت حدة المعارضة لإجرائها في أوساط الحوثيين في الشمال والحراك المطالب بالانفصال في الجنوب. ففي المناطق الشمالية من البلاد أقدم الحوثيون على تمزيق صور المرشح الوحيد للانتخابات عبدربه منصور هادي في شوارع مدينة صعدة واستبدلوها بشعارات تدعو إلى مقاطعتها، كما هاجموا مقرات تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في المدينة لمرتين متتاليتين. ونقلت مصادر محلية نقلاً عن مقربين من الحوثيين قولهم إن تعليق الملصقات الخاصة بالدعاية الانتخابية يجب أن يقتصر على المقرات الحكومية وليس في شوارع المدن والمحافظة، وقاموا بإلصاق شعارات تحذر من المشاركة في الانتخابات وتعتبرها " مؤامرة أميركية على الثورة" و" خيانة لدماء الشهداء". وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أعلن عن رفض جماعته المشاركة في الانتخابات، لكنه تعهد بعدم منع إجرائها في المناطق التي يسيطر عليها، وهو موقف اعتبره مراقبون إيجابياً لتجنب مواجهات عنيفة بين أنصاره ومؤيدي إجراء الانتخابات في موعدها المقرر الثلاثاء المقبل. وفي المناطق الجنوبية ارتفع سقف الاحتجاجات المناوئة لإجراء الانتخابات، حيث تمت مهاجمة عدد من المراكز الانتخابية في منطقة خورمكسر بمدينة عدن، وذلك بعد يوم من تفجير شاب نفسه أمام أحد المراكز الانتخابية بمنطقة كريتر، كما منع أنصار الحراك الجنوبي عدداً من اللجان الانتخابية من الوصول إلى مقارها، خاصة في محافظتي لحج والضالع، مما دفع بالسلطات الأمنية إلى نقل بعض المراكز الانتخابية إلى منطقة قعطبة التي لا يسيطر عليها أنصار الحراك الجنوبي. وقررت السلطات الأمنية أن يدلي النازحون من محافظة أبين، التي يسيطر على بعض مناطقها أنصار تنظيم القاعدة، في مراكز انتخابية بمدينة عدن. ومن المتوقع أن يزور سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية مدينة عدن يوم غد الجمعة لإجراء حوار مع أنصار الحراك الجنوبي، قبل أن يذهبوا للغرض نفسه إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت يوم السبت المقبل. وكان الحراك الجنوبي قد نفى صلته بمنفذ الهجوم على المركز الانتخابي بمدينة عدن أول من أمس، والذي تناثرت جثته إلى أشلاء، وذلك بعد اتهام مصدر أمني للحراك بالوقوف وراء تنفيذ العملية.