جاء فوز السعوديين الثلاثة إياد حكمي، وجميلة العبيدي، وخالد الغازي ب "جائزة الشارقة للإبداع العربي - الإصدار الأول"، امتدادا لحضور المبدع السعودي في هذه الجائزة منذ انطلاقتها عام 1998، حين حازت المركز الأول رواية "الفردوس اليباب" لليلى الجهني، لتشرع بوابة فضفاضة عبرت منها أسماء إبداعية كثيرة، سجلت حضورها في المشهد الإبداعي فيما بعد. ما يثير عددا من الأسئلة، خاصة فيما يتعلق بغياب الجوائز المحلية في الحقل الإبداعي، أو ضعف القائم منها، إذ لا تمر دورة من دورات الجائزة دون أن يكون فيها أثر لمبدع من السعودية. ويذكر تاريخ الجائزة فوز المسرحي عباس الحايك بالجائزة الأولى في مجال المسرح عام 2002 عن مسرحيته "فصول من عذابات الشيخ أحمد". ثم عاود السعوديون الحضور في 2004 بفوز 3 مبدعين هم منصور العتيق الذي فاز بالجائزة الأولى في مجال القصة القصيرة عن مجموعته "آخر الأخبار السيئة"، كما فازت أمل الفاران بالجائزة الثانية في مجال الرواية عن روايتها "روحها الموشومة به"، فيما حصل موسى جعفر أبوعبدالله على الجائزة الثالثة في مجال المسرح عن مسرحيته "رؤية". وتتابع الحضور السعودي في هذه الجائزة المتميزة في فكرتها، التي تقوم باقتصارها على الشبان من المبدعين الذين لم يصدروا كتابا في حقول (القصة، والرواية، والشعر، والمسرح، والنقد، وأدب الطفل)، من خلال فوز مي خالد العتيبي بالجائزة الثالثة في فرع الرواية عن روايتها "كتاب المتعبين". ثم حاز ماجد الثبيتي في 2009 المركز الأول في مجال القصة القصيرة عن مجموعته "الفهرست وقصص أخرى"، كما حصل إبراهيم مضواح الألمعي في نفس الدورة، على المركز الثاني عن روايته "جبل حالية". وفي العام المنصرم 2011 فاز حسن الربيح عن مجموعته "احتواء بامتداد السراب" بالجائزة الأولى في مجال الشعر. جميلة عبدالله العبيدي المحاضرة في كلية خدمة المجتمع جامعة أم القرى، سجلت هذا العام أول فوز سعودي في مجال النقد، في تاريخ الجائزة، بدراستها للبنية السردية في رواية "طوق الحمام" الفائزة بجائزة بوكر "النسخة العربية" للروائية رجاء عالم. ناقشت خلالها حدود مصطلح الرواية النسوية السعودية وعتبات الرواية، وطريقة عرض الراوي، والشخصيات، إضافة إلى شعرية متنها مع الإشارة إلى المكان بوصفه البطل الحقيقي في الرواية. العبيدي قالت ل"الوطن": "كل يوم وفي طريقي إلى مكة, أنادم هذه الحروف, وأشاغب حلمي الذي بدا عصيا ومازال.. صدقا لا أملك المهارة الكاملة لألج هذا العالم, لكني مشروع بذرة قررت النمو في الشمس, وأنا أدرك حجم الخسارات وأدرك حجم الفوز". وأضافت العبيدي "لم أكن أنوي الفوز, كنت أنوي فقط أن أكون تلك التي طاردت حلمها وأمسكت به". يذكر أن لجميلة العبيدي كتاب سيصدر قريبا تحت عنوان "عتبات الكتابة القصصية - دراسة في دلالة التشكيل والتدليل" كما أنها تعمل على إنجاز كتاب "سيميائية القصيدة"، ولديها ديوان مخطوط تسعى حاليا لطباعته حسبما قالت. أما الشاعر إياد حكمي فقد أبدى مشاعر الشكر والامتنان لمدينته جازان كونها حاضنته وملهمته. وقال في حديثه ل"الوطن" إنه فخور بهذا الفوز قياسا بعمر تجربته الذي لا يتعدى 3 سنوات. وأشار الحكمي إلى أن هذا الفوز الأهم حتى في تاريخه الإبداعي، جاء بعد فوزين بمسابقتين محليتين، إحداهما في جامعة جازان والأخرى في أدبي جازان.