رفضت السلطة الفلسطينية حزمة إجراءات الثقة التي اقترحها مندوب اللجنة الرباعية للسلام توني بلير على إسرائيل لاستئناف اللقاءات الاستكشافية بين الجانبين في عمان. وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل أول من أمس أن هذه الإجراءات غير كافية ولا تفي بالغرض لإعادة مواصلة الجولات التفاوضية في عمان. ووصف الشيخ الحزمة المقترحة بأنها "تافهة جداً". إلى ذلك ترأس عباس اجتماعاً طارئاً للقيادة الفلسطينية في رام الله أمس حضره أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعضاء مركزية فتح. وقال عباس إن اللقاء لمتابعة ما جرى ويجري على الساحة فيما يتعلق بمسيرة المباحثات الاستكشافية التي تمت في عمان برعاية أردنية. وعلى صعيد الموقف من اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في الدوحة الأحد الماضي، لم يتأخر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الرد على أعضاء حركته الذين جاهروا برفض الاتفاق، وأصدر القيادي عزت الرشق الذي يعتبر رسمياً المتحدث باسم المكتب السياسي بياناً شديد اللهجة، فنَّد فيه ما ذكرته كتلة حماس النيابية في غزة، ودعا إلى عدم الالتفات إلى الأصوات التي ترفض الاتفاق الذي تم توقيعه تحت أنظار العالم أجمع. وقال "إعلان الدوحة هو للتطبيق وهو إعلانٌ ناجز ومتفقٌ عليه، ووجود بعض الملاحظات لدى البعض هنا وهناك لا يغير من ذلك شيئاً". وأضاف" كلام البعض بأن تكليف عباس برئاسة الحكومة مخالف للقانون الأساسي كلام ليس في محله، وهذه حجج واهية، وهو إجراء صحيح غير مخالف للقانون الأساسي. وحتى لو وجدت مثل هذه المخالفة، فنحن متفقون أن المصالحة الوطنية ومصلحة شعبنا هي الأساس". كما قام المكتب السياسي للحركة بحجب أخبار الكتلة النيابية عن موقعه الإلكتروني. وبدلاً عن الأصوات المعارضة نشر الموقع بيانات التأييد للإعلان وفي مقدمتها ما قاله نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق الذي قال "ما يهمنا هو التوافق الوطني حول الحكومة المقبلة ومدى رضا الفصائل عنها". وكذلك تصريح مستشار رئيس الوزراء المقال لشؤون الأسرى والمحررين، روحي مشتهى، الذي أكد فيه أن توقيع الحركة على الاتفاق "يدل على تمسكها وقادتها بإتمام المصالحة التي لا ننظر لها على أنها خيار، بل هي واجب تمليه المصلحة الوطنية والإسلامية". ويقول مراقبون ل "الوطن" إن تصريحات النائب في المجلس التشريعي المقرَّب من الجناح العسكري للحركة إسماعيل الأشقر والبيان الذي صدر عن كتلة حماس وضعا مشعل أمام امتحان قيادي صعب.