تستعد جمعية وئام للرعاية الأسرية بالدمام خلال الفترة المقبلة لإطلاق خدمة الهاتف الاستشاري وذلك بعد أن انتهى "المستشار" وهو عنوان البرنامج الذي أطلقته الجمعية من أول زيارة له لتطبيق البرنامج حيث استقبلت أمانة المنطقة الشرقية "المستشار" على مدى يومين من الساعة 8 وحتى الساعة 12 ظهرا. وأوضح مدير عام جمعية وئام للرعاية الأسرية بالمنطقة الشرقية الدكتور محمد بن عبدالرحمن العبدالقادر ل"الوطن" أمس أن البرنامج لقي قبولاً من المسؤولين بشكل كبير، وبدأت عدة جهات تطلبه، سواء كانت مدنية أو عسكرية، مما ينبئ بأن المجتمع بحاجة لمثل هذه الخدمات بشكل كبير، فالحياة الاجتماعية ودائرتها تغيرت وأصبحت تميل إلى التعقيد أكثر مما مضى، فالعلاقات الاجتماعية بين الناس لم تعد هي كما كانت بين الناس بسيطة، فقد أخذت بعدا مغايرا عما كانت عليه العلاقات في السابق، أصبحت علاقات نفعية بالدرجة الأولى، وهذا يعني أنها أصبحت وقتية وليست ممتدة، وذات مواقف نفعية لطرف على حساب طرف آخر، مما شكل هذا التغير بعدا نفسيا على الجميع وسبب لهم أزمات في العلاقات الاجتماعية. وأضاف أن الأمانة تجاوبت بشكل كبير مع المستشار الذي أرسلته الجمعية للتواصل مع موظفي الأمانة ولاحظ أن البعض ما زال لا يعرف معنى الاستشارة، كما أن العيب الاجتماعي يغلب على قرار الكثير منهم في اللجوء للمستشار، رغم حاجته لذلك، وقد ابتكر فريق العمل أسلوبا موازيا للخدمة المباشرة (الحضورية للمستشار في المكتب المخصص له) في الجهة المستضيفة بوضع رقم خاص داخلي للموظفين الذين لا يرغبون في الحضور المباشر ويتم التواصل هاتفيا. مؤكدا استهداف الجمعية لمختلف القطاعات الحكومية والخاصة التي تتمكن من توفير الخصوصية والمكان المناسب للمستشار. ويبلغ عدد المستشارين في الجمعية 6 مستشارين، واحد متفرغ وخمسة غير متفرغين كما أفاد الدكتور العبدالقادر. وأشار إلى أنه ومن خلال التخصص للمستشار فإننا نعطي تأكيدا على أن المشكلات الأسرية عند الكثير من الموظفين لا تبقى بالمنزل بل هي ترافق الموظف إلى عمله، وهنا لُب المشكلة حيث لا يستطيع كثير من الموظفين فصل تلك المشكلات عن جو العمل المهني له، مما يجعله في حالة عدم توازن مستمر في ساعات العمل وغير العمل، وهذا ما جعل الجمعية تصمم برنامجا بعنوان "ضغوط العمل وأثرها على الاستقرار الأسري"، الذي ينبع من النظرة الشمولية للحياة الاجتماعية ويهدف لخدمة الفرد.