قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل إن الفن التشكيلي رسالة إنسانية يجمع عليها العالم كلغة مشتركة. جاء ذلك خلال افتتاحه معرض النحت الثاني للفنون التشكيلية بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بحي المعذر في الرياض مساء أول أمس. وعلق العقيل على الأعمال المشاركة التي تشهد ازديادا من عام لآخر، وبلغت في هذا المعرض 100 قطعة فنية شارك فيها 40 فناناً وفنانة، قائلا: هذا أمر يبشر بالخير، مؤكدا أن الرسالة التي ينقلها الفن التشكيلي معبرة عن رسالتنا في المملكة في نشر الحوار. وقد حصل على جوائز المعرض الفنانون: عبدالرحمن العجلان، وماهر الحمود، ونبيل هاشم نجدي، وأحمد عبدالله العبد رب النبي، ومحمد الثقفي، وصديق واصل، وطلال الطخيس، ومهدية آل طالب، وتركي الظفيري، وعبدالله محيا، وعبدالحميد الطخيس، وخالد الحربي، وهادي الدعجاني، وفيصل الخديدي، وبطي الباهلي، وعواطف القنيبط. النحات فيصل خديدي شارك بعمله (ثمة ما يستحق)، وهو من الأعمال التي تنتمي إلى مدرسة المفاهيمية التي قال عنها بأنها نصوص مفتوحة يمكن أن تقرأ من كل متلق على مستواه وهي قابلة للتأويل حتى بعد انتهاء المعرض حيث تظل شاغلة لذهنية المتلقي. وقال الخديدي موضحاً: الأعمال المفاهيمية قائمة على المفهوم والخامات وسائط لعرض الفكرة، كما أنها تؤدي بالنحات إلى طريقة عرض مختلفة، كما أن ترتيب القطع وخلفية العمل كذلك. ويرى الخديدي أن الفنان إذا اقتنع بما يقدمه وأوصله بشكل تفني جيد سيلقى القبول حتى لو كان لطلاب في مدرسة، فهم سيحملون العمل على ما يفهمونه به. النحات الرائد نبيل نجدي ذكر أن: قيمة المعارض تتمثل في القراءة البصرية للأعمال والرغبة في زيادة الإنتاج بمطالعة الآخرين، وقراءة العمل من ناحية تكوينه وإحساس الفن بالكتلة هي مهنة الفنان التي جعلت من القطعة نادرة وجميلة، ويتضح من ذلك خبرة الفنان وتنعكس حسب حالته، وأنا سعيد ببدء انقشاع التقليد، فهناك نحت لوجه، ووجه امرأة، ومن قامت بنحته امرأة، وهذا تطور كبير، ويعني ثورة التشكيل بكل أنواعه خارجاً عن القيد الفني والفكري. وقال نجدي: من الجميل تلاقي جيلين رائد وجديد، حيث بذلك تظهر أعمال واختلاف مما سيبعث على الحوار، ولعل ذلك يفيد الجيل الجديد وخبرة الجيل الرائد. النحات صديق واصل أحد الفائزين له علاقة بالنحت منذ عشرين عاما، وله مجاله النحتي الخاص به، وهو النحت على الحديد باستخدام المخلفات المعدنية. في التجارب الأخيرة اتجه إلى المفاهيمية. وعن عمله (وجوه مهملة) يقول: هو عبارة عن وجه إنسان، صنعه إنسان، وألقى به إنسان، وأهمله إنسان، وأخذه إنسان، وجعل منه فناً إنسان، وهي عبارة عن وجوه تتحدث، منها الغاضبة والسعيدة والمشحونة بمعاناة الحياة. واصل الذي سبق أن أعطى دورة عن تدوير المخلفات وإعادة تحويها إلى فن قال: إن النحت السعودي لا بد أن يواكب النحت العالمي ويحقق جوائز مهمة في هذا المجال، وأضاف: إن المفاهيمية من وجهة نظري تشرك المتلقي في العمل الذي هو بحاجة إلى تفتح الأفق، ويمكنني أن أقدم منحوتة تقليدية لكني أسعى إلى تغيير المفاهيم البالية، ولذلك طورت في قطعي الفنية حيث تعطي الجيل الجديد ثقة في مكوناته وآلياته الجديدة ويجرؤ على طرح قيمه الجديدة ووعيه الشاب، أي أن يكون واضحاً. التشكيلي النحات محمد الثقفي الذي شارك بثماني قطع وفاز عمله (قلب امرأة) بالمركز الثالث قال: 90% من أعمالي تتكلم عن المرأة، فهي الأم والأخت والزوجة والأقرب. وأضاف: لا بد أن يتثقف الفنان ليجمع تقنيات جديدة. وهو يقوم بإعطاء دورات مجانية للنحاتين الواعدين في الطائف مسقط رأسه. الواعد عبدالحميد الطخيس أصغر نحات فاز بجائزة قال: إن السبب الرئيسي في تعلمي النحت هو شعوري بأن كثيرين يستفيدون من قدرات والدي النحات علي الطخيس ويأتون من أنحاء المملكة، بينما أبي إلى جواري ولم أتعلم منه اسم عمله الذي شارك به (تغيرات الحياة). ويأتي هذا المعرض انطلاقا من اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بدعم فن النحت التشكيلي، وبناء على توجيه وزير الثقافة والإعلام بتشجيع الفنانين والفنانات السعوديين على الإبداع وتبادل التجارب في فن النحت التجريدي، واكتشاف مواهب فنية جديدة، والارتقاء بالذائقة الفنية، ونشر الثقافة البصرية لتصبح البيئة الجمالية دلالة حضارية في السعودية.