تعرض حي بابا عمرو في حمص أمس، لأكبر عملية عسكرية منذ انطلاق الثورة السورية، في وقت علت في سماء مدينة حمص سحب دخان كثيف من جراء انفجار أشعل النار بخط أنابيب رئيسي لنقل النفط الخام يغذي مصفاة تكرير في المدينة. ووصف قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد العمليات التي يقوم بها جيشه في سورية بأنها "حرب عصابات" تعتمد على توجيه ضربات إلى قوات النظام والانسحاب. وتحدث الأسعد من تركيا عن "عمليات نوعية يومية" للجيش الحر تستهدف خصوصا "حواجز لقوات النظام وبعضها يتم بالتنسيق مع عناصر على الحواجز التي يتم الاستيلاء عليها وتدمير عربات فيها قبل الانسحاب". وذكر أن عمليتين من هذا النوع سجلتا أمس في جسر الشغور ومعرة النعمان في محافظة إدلب. وقال الأسعد ردا على سؤال أن قوات النظام "شددت منذ أسبوع حملتها على ثلاث مناطق في سورية هي ريف دمشق وحمص (وسط) وإدلب (شمال غرب سورية)، اقتناعا منها بأن إخماد الثورة في هذه المناطق يعني انتهاء الثورة بشكل عام. وهناك هجمة شرسة جدا مستمرة على هذه المناطق". أمنيا، قتلت القوات السورية 10 أشخاص، معظمهم من النشطاء وأقاربهم وأصابت 15 آخرين بجراح حينما تسبب قصف للجيش في انهيار مبنى بالرستن بمحافظة حمص. وقتل نحو مئة شخص، بينهم 55 مدنيا في أنحاء مختلفة في سورية منذ أول من أمس. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن مقتل 61 مدنيا، بينهم 55 قتلوا أول من أمس، 40 منهم سقطوا في عدة أحياء بحمص ومدينة القصير وتسعة آخرين في عدة بلدات وقرى بمحافظة درعا، وخمسة بمحافظة ريف دمشق وقتيل بمحافظة إدلب. وأضاف "عثر على جثامين ستة أشخاص من عائلة مؤلفة من أب وأم وأربعة أطفال في حي كرم الزيتون بحمص، قتلوا الخميس الماضي". وأضاف المرصد "كما استشهد الاثنين عشرة منشقين، بينهم ضابط برتبة ملازم أول في محافظات إدلب وحمص ودرعا وريف دمشق، وقتل ستة من عناصر الأمن خلال الهجوم على حافلة صغيرة كانت تقلهم في مدينة الحراك بمحافظة درعا، فيما قتل 25 من الجيش السوري خلال اشتباكات وهجوم على حواجز في ريف دمشق وحمص وريف حماة. من جهته أعلن المجلس الوطني السوري "يوم حداد وغضب عام" أمس على الضحايا من المدنيين. وقال في بيان "صعد النظام السوري من جرائمه بحق المدنيين مستغلا الغطاء الذي توفره له بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وتلكؤ المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الحماية اللازمة للسوريين بكل الوسائل المتاحة". وأضاف "لقد شن النظام الدموي برئاسة بشار الأسد حملة قتل وإرهاب واسعة أدت إلى استشهاد 100 سوري، بينهم أطفال ونساء وأفراد أسرتين كاملتين في حمص والرستن، مستخدما الدبابات والأسلحة الثقيلة في قصف الأحياء المدنية، وموسعا نطاق استهدافه لمناطق واسعة في حمص وحماة وريف دمشق والغوطة الشرقية". وأكد المجلس الوطني أن الشعب السوري "سيواصل كفاحه النبيل من أجل انتزاع حريته وكرامته، ولن يتراجع عن طريق الثورة مهما عظمت التضحيات، وسيكون النصر حليفه عما قريب". وفي سياق متصل تقوم القوات السورية بتفجير منازل في بلدة رنكوس شمال دمشق والمحاصرة منذ سبعة أيام.