قال رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي عبد الله باحمدان: " إن زمن طرق الأبواب المغلقة للشركات وبحث الشباب عن العمل انتهى، ونحن الآن في مرحلة أصبحت فيها الشركات في القطاع الخاص هي من يبحث عن الكفاءات السعودية"، مشيرا إلى أنه حان الوقت الذي تزيد فيه الشركات الوطنية من مسؤوليتها ليس فقط في جانب التوظيف، بل في جانب التطوير والتأهيل المستمر. وأضاف في تصريح إلى "الوطن" على هامش معرض توطين "لقاءات" في الرياض أن مثل تلك الوسائل واللقاءات المباشرة للتوظيف هي الطريقة الأنسب للطرفين، حيث إن صاحب العمل يستطيع أن يحصل على الكفاءة الجيدة، والباحث عن العمل يجد العروض الوظيفية المناسبة. ولفت إلى أن الاستثمار في الكوادر الوطنية من أسس الاستثمار الناجح في أي من القطاعات الاقتصادية المختلفة، مشيرا إلى أن العزم الحكومي المعلن للقضاء على البطالة وسدة الفجوة الحالية، يتطلب تفاعلا من الشركات العاملة في المجال الاقتصادي، وفي ذات الوقت جدية من الشباب، والمضي قدما نحو التفاعل مع برامج التطوير والتدريب. وعن تجربة البنوك السعودية في سعودة الوظائف، أوضح باحمدان أن البنوك السعودية ضمن أهم القطاعات الاقتصادية، التي حققت تجارب ناجحة في توطين مختلف الوظائف، سواء في الصفوف الأمامية للعاملين في المؤسسات المالية والمصرفية أو حتى في القيادات العليا. وتابع: "مررنا بتجربة ليست بالسهلة، حيث بدأ البنك الأهلي بأساليب وبرامج مختلفة، وكلها في المحصلة النهائية أدت إلى تحقيق نسب متقدمة وصلت إلى 90 %، وما زلنا طموحين لمواصلة التجديد والإبداع في تسهيل العمل وتدريب وتطوير الكوادر الوطنية، عبر التفاعل المباشر مع تطورات أساليب التطوير والتدريب العملية والمهنية". ويستكمل ملتقى توطين الوظائف "لقاءات" اليوم استقبال الباحثين عن العمل على فترتين صباحية ومسائية، فيما خصص المنظمون اليومين الأول والثاني للباحثات عن العمل، حيث بلغ عدد المسجلات خلال اليومين الماضيين نحو 6820 باحثة، تم اختيار 4350 متقدمة لإجراء المقابلات الوظيفية. وكان من اللافت في الملتقى غياب الشركات الواقعة في النطاقين الأحمر والأصفر ضمن برنامج "نطاقات"، الأمر الذي يطرح تساؤلا كبيرا حول قدرة شركات ومؤسسات النطاق "الأحمر" على الاستمرار، وقدرتها على توطين الوظائف المتاحة فيها. وتشير البيانات الأولية الرسمية الصادرة من وزارة العمل إلى أن نحو 50 % من منشآت القطاع الخاص تقع ضمن النطاق "الأحمر"، فيما يشغل القطاع الخاص نحو 6 ملايين موظف غير سعودي، تقول بيانات الوزارة إن هناك نحو أكثر من مليون سعودي عاطل عن العمل. وتعتبر مبادرة "لقاءات" مع "نطاقات" و "حافز" إطارا متكاملاً لجهود وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية بهدف تقليص نسبة البطالة في السعودية، حيث بدأ "نطاقات" على شكل تقييم آلي بأربعة ألوان للتأكد من نسب توطين الوظائف، ثم برنامج الإعانة الوطنية "حافز"، وبعد ذلك جاءت "لقاءات" لتكون حلقة الوصل بين الشركات التي تسعى لتوطين الوظائف وبين الباحثين عن العمل.