جفاف في الأطراف والأذنين والأنف مصاحب بالتشققات والقشور الجلدية وقد تتطور الحالة إلى أبعد من السطحية فتكون عميقة مما يصعب التعامل معها، وأكثر المعرضين لتلك الأعراض الناتجة عن "عضة الصقيع" هم من فئة الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض كداء السكري وغيرهم. ومنذ وقت ليس بالبعيد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن تشكل الصقيع وانخفاض في درجة الحرارة خاصة في المنطقة الشمالية إلى 4 درجات دون الصفر المئوي، مما أثار القلق لدى العديد من الأمهات على أطفالهن ومنهن أم فواز التي باتت تخشى عودة الجفاف والتقيحات إلى أطراف صغيرها البالغ من العمر 7 سنوات على الرغم من استخدامها كافة الوسائل التي أكد بعض الأطباء أنها غير صحية وقد تزيد من حالة التهيج الجلدي لدى الطفل. وقفت "الوطن" على تلك الأعراض وعلمت من أخصائيين أن ذلك الداء يطلق عليه (عضة الصقيع) ووقفت على أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه، ومراحله وتطوراته. يقول استشاري الجلدية الدكتور شاهر ديب: عضة الصقيع إصابة جلدية تحدث نتيجة تجمد الأنسجة، ويحدث هذا عادة عندما يتعرض الجلد لدرجات حرارة منخفضة جداً تصل لدرجة التجمد أو دونها،ويمكن لعضّة الصقيع أن تصيب الأنف والخدين والأذنين وخصوصاً اليدين والقدمين، ويتابع: ويمكن لأي شخص أن يصاب بعضّة الصقيع ولكن بعض الأشخاص معرضون أكثر من غيرهم للإصابة لا سيما الأشخاص الذين يمضون وقتاً طويلاً خارج المنزل في الجو البارد، والمتقدمون في العمر ممن لا يكون لديهم مسكن دافئ وتغذية جيدة والأشخاص المتخلفون عقلياً، الذين يعانون من أمراض نفسيّة،والمدخنون والكحوليون. وعن أسباب عضة الصقيع وكيفية حدوثها يوضح ديب: في الظروف الجوية الباردة المديدة تقوم أوعية الأطراف العلوية والسفلية بالتقلص بهدف توفير الدم والتغذية للأعضاء الحيوية الأخرى، وباستمرار التعرض للبرد تضيق أوعية الأطراف بشكل شديد لمنع عودة الدم البارد منها لباقي الجسم ،وبذلك تفقد هذه الأطراف التدفئة والتغذية المناسبة، وتتضرر الخلايا من ذلك، ويحدث ذلك على مرحلتين:المرحلة الأولى توضع رقائق الثلج بين الخلايا ويخرج الماء من داخل الخلايا فتصاب بالجفاف،أما المرحلة الثانية فيحاول الدم العودة للخلايا إلا أن طريقه يكون مغلقاً وبسبب الضغط في الأوعية الدقيقة يخرج الدم إلى الأنسجة ويتخثر بداخلها، ويؤدي إلى الالتهاب وتحدث عندها الإصابة الجلدية. وعن الأعراض يقول: يمكن تقسيم الإصابة بعضة الصقيع إلى نوعين عضة الصقيع السطحية وفيها تكون الإصابة خفيفة ويشعر المصاب خلالها بحرقة وخدر وحكة، ويميل لون المنطقة للأبيض، وبالضغط على المنطقة المصابة نشعر بصلابة الجلد فيها،وعضة الصقيع العميقة حيث يزداد فقدان الحس في المنطقة المصابة وقد يزول نهائيا، وتحدث وذمة وفقاعات جلدية. يكون لون الجلد مائلا للون الأصفر، وفي مرحلة متقدمة يصبح داكناً، ويدل على شدّة الإصابة،وفي كلتا الحالتين يشعر المصاب بألم في مكان الإصابة، وهذا الألم قد يستمر لفترة متغايرة حتى بعد الشفاء،ومن المفيد التذكير هنا بحالتين ترافقان التعرض للبرد وهما: الشرث وبها يكون الجلد متورماً، ولونه أحمر أو أرجواني مع حكة خفيفة، وتحدث الحالة عند التعرض للبرد ولكن لدرجة حرارة فوق درجة التجمد،والقدم الغاطسة وهذه الحالة تصيب الأقدام بسبب التعرض المتكرر للبرد مع ارتداء حذاء ضيق حيث يحدث تورم وألم وخدر في أصابع القدمين، وربما تصاب القدم كلها، ويمكن أن تترافق الحالة بفقاعات نزفية، وعن تشخيص الحالة يقول الدكتور ديب:يتم تشخيص عضة الصقيع وشدة الإصابة بها بزيارة الطبيب حيث يقوم بالتأكد من حالة المصاب العامة وضغطه ودرجة حرارته،وعن كيفية العلاج يقول: الهدف الأساسي والسريع لعضة الصقيع هو تدفئة الطرف المصاب ويتم ذلك بوضعه بماء درجة حرارته بين 40 و42 درجة مئوية حتى يزول التجمد ويتم ذلك عادة بفترة زمنية تتراوح بين 15 و30 دقيقة في حال وجود ألم ينصح بتناول الباراسيتامول ( بانادول ) ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ( بروفن ) لتخفيف الالتهاب والوذمة، وضع محاليل وريدية للمصاب لأنه غالبا ما يكون مصابا بالجفاف، بعد تدفئة المنطقة المصابة ويجب منع حدوث إنتانات جرثومية وذلك بمعالجة الفقاعات والجلد المتنخر في حال وجودهما، بعد تدفئة المنطقة المصابة . وعن كيفية تجنب عضة الصقيع يقول: ارتداء ملابس سميكة وبعدة طبقات، ولبس قفازات كاملة وليس تلك التي تفصل الأصابع عن بعضها، وارتداء زوجين من الجوارب بحيث يكون الداخلي من ألياف تركيبية تساعد على امتصاص العرق، والخارجي من الصوف ليساعد على عزل الأقدام عن الحرارة الخارجية المنخفضة وارتداء أحذية مانعة للماء مع تغطية الرأس والوجه والأنف والأذنين دائما،وتجنب لبس الملابس الضيقة حتى لا تقلل من تدفق الدم للأطراف، والانتباه للأطفال والشيوخ والمصابين بداء السكري واضطرابات الأوعية الدموية لهشاشة وضعهم حيال درجات الحرارة المنخفضة وعن داء (عضة الصقيع) تقول أخصائية البشرة في عيادات فنون الطب بالرياض مها أبو الحجر:عضة الصقيع تحدث نتيجة الانخفاض في درجات الحرارة والتي تصل إلى دون الصفر المئوي وتصيب الأطراف والأذن والأنف نتيجة لتعرض تلك الأجزاء إلى الصقيع،وتتابع أبو الحجر قائلة:يصبح الجلد وما تحته من أنسجة مصابا بهذا الداء إلى أن يصل الشخص المصاب إلى فقد الإحساس بتلك الأطراف في حال الإهمال ومن ثم يموت الجلد وماتحته من أنسجة وقد يمتد هذا التأثير إلى أن يصل إلى العضلات. وعن بداية هذا الداء تقول: من أعراض المرض احمرار الجلد مع الشعور بالألم ومن ثم يتحول الجلد إلى اللون الأبيض ويصبح مظهره شمعيا وتتكون القشورعلى سطح الجلد،وتتابع:قد تتطور الحالة في حال إهمالها فيتحول لون الجلد إلى اللون الأزرق والرمادي أو يصل إلى أسوأ حالاته فيتحول إلى اللون الأسود ويفقد المصاب الإحساس في هذه المناطق المتأثرة.