أوضح وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أن قضاء المملكة يتمتع بالحياد والاستقلالية وكافة ضمانات العدالة، وأنه يلتقي مع القضاء الأميركي في العديد من الجوانب الإجرائية، مشيراً إلى أن قيم العدالة تحمل في طياتها معالم رئيسية يتفق عليها الجميع، وأن قضاء المملكة يعتمد الاتجاه الراجح عند تعدد الاتجاهات الفقهية وتنشأ عن ذلك السوابق القضائية التي تمثل بمجموعها مبادئ العدالة. وأكد الوزير، لدى لقائه رئيس المحكمة الفدرالية العليا بالعاصمة الأميركية واشنطن جون روبرتس، ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها وفد سعودي مكون من عدة جهات حكومية لتبادل الآراء وتعزيز أطر التفاهم والتعاون بين الولاياتالمتحدة والمملكة، أن مسيرة التحديث والتطوير القضائي في المملكة مستمرة في إطار مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء. وأبان أن هذه الزيارة تأتي في إطار تبادل الآراء وطرح الموضوعات ذات الصلة بجوانب العدالة والحقوق، مشيرا إلى أنه بيَّن للجانب الأمريكي أن قضاء المملكة يعتمد ضمانات قوية تعزز الثقة به كحام للحقوق والحريات وحارس للمشروعية، وأن لقاء مسؤولي المحكمة الفدرالية العليا وفي مقدمتهم رئيس المحكمة، وما تلاه من انطباع إيجابي متبادل، ترجم حجم النقلة النوعية في إجراءات قضاء المملكة. وأوضح العيسى، أن المادة الموضوعية تمثل مناط الاعتزاز والهوية حيث تطبق محاكمنا الأحكام الشرعية والأنظمة المرعية على كافة الوقائع المعروضة عليها، وأن الاتجاهات الفقهية المتعددة أثرت مادتنا القضائية حيث أتاحت للقضاء بسعتها وشمولها عدة خيارات يتم إنزالها على وقائع كل قضية وفق متطلبات العدالة، وهو ما يؤكد على مرونة النص الإسلامي وتوخيه للعدل وأنه يهدف لتحقيق المصالح والمقاصد العليا، وهو ما أوضحه فقهاء وشراح النصوص الإسلامية عندما قرروا أنه حيثما كان العدل فَثَمَّ شرع الله، وأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها. والتقى الوفد السعودي عضو المحكمة الفيدرالية العليا القاضي براير، وجرى خلال اللقاء مناقشة العديد من الموضوعات ذات الطابع الإجرائي الموضوعي المتعلق بعمل المحاكم العليا والعدالة عموما.