انتهج عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مؤخراً سياسة جديدة للانتقام من الإعلاميين، اعتراضا على مواقف لهم رأوا أنها غير وطنية، تتمثل في نشر أرقام هواتفهم المحمولة، وأرقام هواتف منازلهم، وعناوينهم، أو هواتف أقربائهم، أو مقاطع فيديو عائلية خاصة، لتكون في متناول الجميع، وهو ما استغله البعض في توجيه السباب لعدد من الإعلاميين، منهم وائل الإبراشي، ولميس الحديدي، ويسري فودة، وخيري رمضان، والكاتبة لميس جابر". وتنوعت أسباب ومبررات النشطاء الذين لجؤوا إلى هذا السلوك، ففريق يرى أنه لجأ إلى ذلك بسبب تعمد بعض الإعلاميين نشر الفوضى عبر برامجهم، وإثارة الفتن، والتحريض على الاحتكاك بقوات الجيش، فيما لجأ فريق آخر إلى هذه الطريقة، لتعمد بعض الإعلاميين إهانة الثوار، ووصفهم بالخونة، أو حتى لمجرد الاختلاف في الرأي مع أفكار وآراء بعض الثوار. من جانبه أكد الإعلامي خيري رمضان أن تطرق البعض إلى الحياة الخاصة للأفراد، سواء من خلال نشر أرقام هواتفهم وهواتف منازلهم وعناوينهم، ما هو إلا نوع من الابتزاز والتهديد غير المقبول، مشيراً إلى أن حق النقد مكفول للجميع، وعلى كل من يعترض على أسلوب أي إعلامي في تعاطيه للقضايا، أن يعترض بشكل حضاري ولكن ليس بهذه الأساليب الرخيصة. ويقول الإعلامي وائل الإبراشي إنه فوجئ بنشر أرقام هواتفه، وعنوان منزله عبر "فيس بوك"، مشيراً إلى أنه تلقى رسائل تتضمن سباباً عبر هاتفه، مشيراً إلى أن صعوبة التعرف على هوية من يقوم بمثل هذه الأعمال، ساهم وبقدر كبير في تحويل شبكات التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب لتصفية الحسابات، واعتبر أن مثل هذه الأعمال لن تُثني الإعلاميين عن استكمال أداء وظيفتهم ورسالتهم. من جانبها أكدت الكاتبة والأديبة لميس جابر، أنها فوجئت بوابل من الشتائم عبر هاتفها المحمول والمنزل، مشيرة إلى أنها تلقت رسائل تهديد عبر باقات الورود التي تُرسل إلى منزلها، لأن كل ذنبها أنها تنتقد التصرفات السلبية للثوار، أو من يطلقون على أنفسهم ثوارا، أو لمجرد أنها اختلفت معهم في آرائهم، حسبما أكدت. وأشارت إلى أنها عندما تساءلت عن أسباب تلقيها كل هذه الشتائم، أخبرها أصدقاؤها بأن أرقام هواتفها وعنوان منزلها نشرت عبر "فيس بوك"، لافتة إلى أنها شعرت بصدمة كبيرة، ليس بسبب نشر أرقام هواتفها عبر موقع واسع الانتشار، وإنما لتدني مستوى التفكير لدى البعض، ووصول أسلوب النقد إلى هذا المستوى، على حد قولها. إلى ذلك أرجع عضو الجمعية المصرية لمكافحة جرائم الإنترنت الدكتور جمال عبد الباقي، "لجوء البعض إلى مثل هذا التصرف، إلى حالة الارتباك الشديدة، وخلط المعلومات التي تشهدها الساحة الإعلامية الآن في مصر، مما أدى إلى خلق حالة من العشوائية في تناول الموضوعات التي تقدمها برامج "التوك شو" في مصر". وأضاف أنه بالرغم من أن النشطاء ومستخدمي "فيس بوك" انقسموا إلى فريقين، إلا أنهم استخدموا نفس السلاح في الانتقام، لافتاً إلى أن صعوبة التوصل إلى من يقدم على مثل هذه الأفعال، سهل كثيراً من التطرق إلى الحياة الخاصة للبعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتشهير بهم.