وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز بأنها غير مقبولة وتفتقد الحكمة. وفي الوقت الذي خرجت فيه إيران عن المنطق السياسي، أمس عبر تهديد واستهداف دول الخليج العربية في حال تعويضها عن النفط الإيراني إثر العقوبات الغربية المحتملة، اعتبر الزياني أن حرية الملاحة في المضيق مكفولة للجميع وفق القوانين الدولية، وليس من حق أي دولة أن تهدد بإغلاقه. وقال الزياني في حوار مع "الوطن" إن تطوير قوات درع الجزيرة يسير وفق الخطط بما يتناسب مع التحديات والتهديدات التي تواجه دول المجلس، وإنه تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء وتجهيز مركز تنسيق بحري مشترك للأمن البحري لدول المجلس.
------------------------------------------------------------------------ اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز "غير مقبولة"، وتفتقد المسؤولية والحكمة، كاشفا في أول حوار خص به "الوطن" بعد القمة الخليجية الأخيرة، فيما يتعلق باقتراح خادم الحرمين الشريفين الخاص بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، أن الهيئة المتخصصة بهذا الأمر ستبدأ اجتماعاتها بعد تسلمها للأسماء ال3 المرشحة من كل دولة للمشاركة في دراسة هذا المقترح، لافتا إلى أن تقريرا أوليا سيتم رفعه للمجلس الوزاري على مستوى وزراء الخارجية في مارس المقبل، على أن يقدم تصور نهائي على طاولة القادة في اجتماعهم التشاوري الذي سيعقد في مايو المقبل. وعلى صعيد الأزمة في اليمن، أبدى الزياني تفاؤلا بتوقيع الأطراف هناك على المبادرة الخليجية، لافتا إلى أن ما تم تنفيذه من المبادئ التي نصت عليها المبادرة دليل على صدق النوايا والرغبة الأكيدة في تحقيق حل سلمي للأزمة اليمنية. وكان للأمين العام الذي تولى منصبه في الأول من أبريل عام 2011 الماضي، دور بدعم من قادة دول مجلس التعاون في تحويل المجلس لشريك في صياغة شكل القرار الأممي في الأزمات الليبية واليمنية والسورية، خاصة أنه باشر عمله في مرحلة هي الأصعب مع اشتعال الربيع العربي في أكثر من دولة، وارتفاع حدة المواجهة بين المجتمع الدولي وإيران، وخلال عام الانسحاب الأميركي من العراق. وهنا نص الحوار: معالي الأمين العام، حققتم نجاحا كبيراً في معالجة الأزمة اليمنية، هل تثقون بالتزام جميع أطراف الأزمة اليمنية في التمسك بالمبادرة الخليجية؟ نحن متفائلون فعلاً، لأن جميع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية ملتزمة بها وبآليتها التنفيذية، ونثق بأن الإخوة في اليمن الشقيق الذين دعموا وباركوا بكل صدق وإخلاص المبادرة حريصون على أمن واستقرار اليمن. وما تم تنفيذه من المبادئ التي نصت عليها المبادرة دليل على صدق النوايا والرغبة الأكيدة في تحقيق حل سلمي للأزمة اليمنية، فتحديد موعد انتخابات الرئاسة في 21 فبراير 2012 وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وتشكيل اللجنة العسكرية وما تم تنفيذه على أرض الواقع خطوات مهمة وتمهد الطريق نحو عودة الأمن إلى اليمن الشقيق. والمهم الآن هو عودة الثقة بين جميع الأطراف، وتغليب الحكمة والمصلحة العليا للشعب اليمني. نال مجلس التعاون ثقة العالم من خلال تبنيه لقرارات انتقلت حرفياً إلى جامعة الدول العربية ومنها إلى مجلس الأمن لتكون نواة قرارات دولية، كيف ترون هذا التحول في ثقة المجتمع الدولي في هذه المنطقة ؟ في الواقع أن مجلس التعاون كمنظمة إقليمية فاعلة في هذه المنطقة الحيوية من العالم قد اكتسب ثقة المجتمع الدولي منذ تأسيسه قبل 30 عاماً، بسبب الدور الإيجابي والفعال الذي يقوم به المجلس كطرف داعم للأمن والاستقرار الإقليمي ومساند للقضايا العالمية ذات العلاقة بالأمن والسلم الدوليين. وتجلت هذه الثقة في الكثير من الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة، والدور الإيجابي البناء الذي يلعبه مجلس التعاون في كثير من التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية. ودول المجلس حريصة على تعزيز مكانة مجلس التعاون إقليمياً ودولياً. وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق هذا الهدف. تهديدات إيران كيف ترون تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز؟ وهل يمكن لإيران تنفيذ تهديداتها الاستفزازية ؟ إن التهديدات بإغلاق مضيق هرمز غير مقبولة من المجتمع الدولي كافة، فهي تفتقد المسؤولية والحكمة ولا تراعي المصالح الحيوية لدول العالم أجمع ومصالح دول المجلس على وجه الخصوص. إن مضيق هرمز ممر مائي دولي كغيره من البحار والممرات المائية الدولية، وحرية الملاحة البحرية فيه مكفولة للجميع وفق القوانين الدولية، وليس من حق أي دولة أن تهدد بإغلاقه، فالمضيق يمثل شريان حياة لشعوب المنطقة وأمنها واستقرارها وللتجارة والاقتصاد العالمي، والتهديد بإغلاقه يزيد التوتر في منطقة الخليج العربي أمنياً وعسكرياً، الأمر الذي يضر بمصالح كافة الأطراف المعنية. والمجتمع الدولي ملتزم بضمان حرية الملاحة البحرية في المياه الدولية والحفاظ على الأمن والسلم في هذه المنطقة الحيوية التي توفر الطاقة للعالم أجمع. تطوير درع الجزيرة هناك توجه خليجي لتطوير قوات درع الجزيرة، أين وصلتم في هذا الاتجاه؟ الحمد لله، تطوير قوات درع الجزيرة يسير وفق الخطط المعتمدة من مجلس وزراء الدفاع، وبما يتناسب مع التحديات والتهديدات التي قد تواجه دول المجلس. وقد تم في هذا المجال الانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء وتجهيز مركز تنسيق بحري مشترك للأمن البحري لدول المجلس، وكذلك تطوير وتحديث شبكة الاتصالات المؤمنة ومنظومة حزام التعاون، إضافة إلى الاستمرار في إجراء التمارين والتدريبات المشتركة التي تساهم في تحقيق التوافق والتنسيق وتوحيد الأسس والمفاهيم بين القوات المسلحة بدول المجلس. رؤية الربيع العربي هل ترون أن الربيع العربي سيقود إلى وصول حكومات وطنية تساهم بالتعاون مع دول المجلس في صياغة واقع عربي مختلف؟ دول مجلس التعاون جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، وشعوبها ترتبط مع أبناء العروبة بوشائج الدم والقربى والتاريخ والمصير المشترك، كما أن الهموم واحدة والآمال واحدة والتطلعات كذلك، وما يهم دول المجلس هو أن تنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار وتحقيق تطلعاتها في حياة حرة كريمة، ونأمل أن يشهد العمل العربي المشترك مستقبلاً المزيد من التنسيق والتعاون لما فيه خير وصالح الشعوب العربية. علاقة مجلس التعاون بالاتحاد الأوروبي لم تجد طريقها إلى بناء شراكة متكاملة، لماذا؟ علاقة مجلس التعاون بالاتحاد الأوروبي علاقة ممتازة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، والتنسيق بين الجانبين دائم وعلى أعلى المستويات، ودول مجلس التعاون تربطها بدول الاتحاد الأوروبي علاقات وطيدة ومتطورة، وهي تعمل جاهدة من أجل تطوير هذه العلاقات وتعزيزها. واتفاقية التعاون المشترك بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي ساهمت في تقوية العلاقات القائمة بين الجانبين، وخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية. ونعتقد أنه بمزيد من الحوار مع الاتحاد الأوروبي يمكن الوصول إلى تأسيس شراكة متكاملة بين الجانبين. توسيع المجلس إلى أين وصلت علاقات التعاون بين مجلس التعاون وكل من الأردن والمغرب؟ لقد أقر أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في قمتهم الثانية والثلاثين التي عقدت في الرياض التعاون المشترك بين مجلس التعاون وكل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وصولاً إلى الشراكة المنشودة، وتم تشكيل لجنة مشتركة من كبار المسؤولين في الدول الأعضاء والبلدين الشقيقين والأمانة العامة تجتمع دورياً وتعمل على تحديد المجالات الرئيسية للتعاون المشترك، كما أقروا إنشاء صندوق خليجي للتنمية لتقديم الدعم لمشاريع التنمية في كل من البلدين الشقيقين لمدة خمس سنوات، وهذا البرنامج سوف يسهم إن شاء الله في تعزيز اقتصادات البلدين الشقيقين. الاتحاد الخليجي ما هو المنتظر الآن بعد إقرار قادة دول المجلس في قمة الرياض تأسيس الاتحاد الخليجي؟ وما هي الخطوات المقبلة؟ البيان الصادر عن قمة أصحاب الجلالة والسمو، قادة دول المجلس نص على أن تشكل هيئة متخصصة تضم في عضويتها ثلاثة أعضاء يمثلون كل دولة من دول المجلس. وبعد أن تتسلم الأمانة العامة ترشيحات الدول الأعضاء ستبدأ اجتماعات الهيئة في مقر الأمانة العامة لتدارس الإجراءات المطلوبة ودراسة المقترحات من كل جوانبها في ضوء الآراء التي تم تبادلها بين أصحاب الجلالة والسمو القادة. وسوف تعد الهيئة تقريراً أولياً يرفع إلى المجلس الوزاري في دورته المقبلة في شهر مارس 2012. أما التوصيات النهائية للهيئة فسوف ترفع إلى اللقاء التشاوري للقادة الذي سيعقد في الرياض في شهر مايو من هذا العام. التقيتم رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية خلال زيارته للمملكة، ما ذا تم خلال اللقاء؟ لقد كان اللقاء مع معالي السيد ون جياباو رئيس الوزراء الصيني فرصة مناسبة لبحث الموضوعات السياسية ذات الاهتمام المشترك ومجمل العلاقات التي تربط مجلس التعاون مع جمهورية الصين الشعبية والتي شهدت خلال السنوات الماضية نمواً متزايداً، خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري، وهناك فرص كبيرة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين من خلال زيادة التبادل التجاري والاستثمارات، في إطار الحوار الإستراتيجي القائم بين الجانبين والاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والاستثماري والفني. وقد تم الاتفاق على أن يعقد اجتماع للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والاستثماري والفني في شهر مارس المقبل في مقر الأمانة العامة. ودول المجلس تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع الصين الشعبية في كافة المجالات، وهي حريصة على تنمية تلك العلاقات وتطويرها. نتمنى الخير للعراق كيف تنظرون إلى ما يدور في العراق الشقيق من عودة التفجيرات والأزمة السياسية الراهنة؟ في الواقع نحن نشعر بالحزن والألم لسقوط الضحايا المدنيين الأبرياء من جراء هذه الجرائم الإرهابية البشعة التي تتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وتعرض مصالح الشعب العراقي الشقيق للخطر، ونتمنى أن تتوحد جهود الإخوة الأشقاء في العراق لحل كافة الخلافات السياسية وتغليب المصلحة الوطنية ومعالجة الأمور بالحكمة والعقل بما يعزز الأمن والاستقرار، لأن أمن واستقرار العراق مرتبط بالأمن الإقليمي.