شيعت الجالية الإسلامية في مدينة مالمو جثمان الفتى ذي الخمسة عشر عاما من أصول إسلامية الذي قتل ليلة رأس السنة في ضاحية روسينجورد بطلقة في رأسه، بعد أن أفرجت السلطات عن جثمانه، وبعد تشريح الجثة واستكمال التحقيقات في الجريمة التي تشير الأدلة إلى أنها جريمة عنصرية، تمت على أساس ازدراء الأديان. ذوو الضحية حصلوا على تصريح من الشرطة بأن يطوف موكب التشييع في أجزاء من وسط مدينة مالمو، وقد طاف المشيعون بالجثمان محمولا على الأكتاف في بعض المناطق ومحمولا في السيارات في مناطق أخرى. وقد تحققت رغبة عائلة الضحية في تحويل تشييعه إلى مظاهرة احتجاج على مظاهر التمييز العرقي والديني ومظاهر العنف في المجتمع. وكانت أحداث العنف قد شهدت تصاعدا في الأشهر الأخيرة من العام الماضي في مدينة مالمو على خلفيات متعددة أهمها من قبل عصابات المخدرات وتجار السلاح إلى جانب التمييز العنصري في بعض الحالات. وقد شهدت المدينة الجمعة الماضية أكبر تظاهرة ضد العنف حيث وصل عدد المشاركين بها عدة آلاف من مختلف الجنسيات، جميعهم رفعوا شعارات تندد بالعنف والجريمة، كما شارك فيها محافظ المدينة وعدد كبير من المسؤولين في البلدية وبعض السياسيين. وقال بعض المشاركين في المظاهرة إن مدينة مالمو من أخطر المدن السويدية التي تشهد تصاعدا في أعمال العنف غير المبرر لأنها تضم جنسيات ومهاجرين من كافة أنحاء العالم، فهناك عرقيات وعقائد وثقافات مختلفة إلى جانب البطالة بين الشباب التي تزيد من ارتفاع معدل الجريمة. كما دعا المشاركون في المظاهرة الحكومة إلى وجوب الانتباه لهذه المشاكل قبل أن تصبح مالمو مدينة الجريمة الأولى في أوروبا. يشار إلى أن إحصائية دائرة الشرطة في المدينة أظهرت مقتل 6 أشخاص خلال شهر ونصف في المدينة. كما عثر الأربعاء الماضي على جثة امرأة في الثلاثينيات من عمرها مقتولة بطلقة في رأسها في منزلها ولا تزال التحقيقات بشأنها متواصلة دون التمكن من تحديد الجاني. يشار إلى أن الصحف المحلية ومحطات التلفزة المحلية أيضاً قد ركزت خلال الأيام الماضية على حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة، لا سيما بعدما أصدر الكاتب الصحفي السويدي يواكيم بالمكفيست كتابا مع صديق له بعنوان "حرب المافيا"، قال فيه إن المدينة أصبحت معقلا للمافيا في الدول الإسكندنافية بعد كوبنهاجن، وإن عصابات المافيا نقلت حروبها إلى مالمو السويدية.