تعكف الأكاديميتان في جامعة البحرين الدكتورة سلوى الذوادي من قسم علوم الحياة بكلية العلوم، والدكتورة جفله العماري من قسم نظم المعلومات بكلية تقنية المعلومات حالياً على التجهيز لنشر نتائج دراسة أعدتاها بعنوان مدى تقبل المجتمع الخليجي لتناول الطحالب البحرية كمصدر غذائي، والعوامل التي قد تؤثر على تقبل هذا الغذاء في المجتمع الخليجي. وقد خلصت الدراسة إلى وجود "قبول" لدى عينة الدراسة بشأن تناول الطحالب البحرية كمصدر غذائي. وأهمية هذه الدراسة تكمن بحسب ما شرحته الدكتورة الذوادي والدكتورة العماري في أن الطحالب البحرية بأنواعها البنية، والخضراء، والحمراء كانت ولا تزال تمثل الغذاء الأساسي والعلاجي لشعوب الدول الآسيوية، بينما يغفل الكثير من شعوب الدول العربية هذه الثروة. وفي دول الخليج العربي ليس من طباعنا ولا تراثنا الغذائي الالتفات إلى طحالب البحر كمصدر غذائي أو طبي، لذلك تركت هذه الثروة لتستخدم كغذاء للأسماك عوضاً عن استخدامها كمصدر غذائي، أو دوائي. وتوضح الدراسة الفوائد الصحية والغذائية التي تحويها الطحالب البحرية، مؤكدة "أنها تعمل على إمداد الجسم بعناصر غذائية قلما تتوفر في الطبيعة ضمن منتج غذائي واحد، وتمنع نشوء وتطور أنواع من السرطانات في الجسم، وتعمل على زيادة مناعة الجسم، وإبطال مفعول السموم والمواد المشعة، و تسهم في علاج أمراض القلب، وضبط كل من السكر والكولسترول في الدم. بالإضافة إلى فوائدها في صفاء الذهن ونضارة البشرة لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية من أملاح معدنية وصبغات، وفيتامينات وكربوهيدرات متعددة، وبروتين، ومضادات الأكسدة. قامت الباحثتان باعتماد نظرية TAM التي تستخدم لدراسة مدى تقبل الأشخاص لأي تقنية جديدة سواء في الصناعة، أو الغذاء. حيث تمَّ إعداد تجربة لمراقبة سلوك الأشخاص عندما تقدم لهم الطحالب كغذاء، وعند اختبار التجربة، تمَّ تقديم سبعة أنواع من الطحالب إلى ثلاثين شخصاً، وقد شملت: طحالب خاصَّة، و طحالب في شكل بسكويت، و طحالب في شكل شرائح البطاطس، وطحالب بنية، وطحالب تستخدم لعمل السوشي، وعصير برتقال، ومانجو بنكهة الطحالب الطبيعية. وتشير النتائج المحصلة، إلى قبول معظم المشاركين في التجربة تذوق الأنواع التي قدمت لهم، عدا الطحالب النقية الخضراء والبنية التي كانت تمتاز بنكهة السمك الحادة. ومن النتائج التي أظهرتها أيضاً، أن شكل الطعام وطريقة تقديمه يكون لهما تأثير كبير في قبول تذوقه.