يتململ بعض الشباب ويغضب أحيانا عندما يواجه بالرفض عند دخول المجمعات التجارية، بدعوى تخصيص أيام وأوقات محددة للعزاب، ومع أن هذا الإجراء الذي تلجأ إليه كثير من الأسواق هدفه تجنب المعاكسات وتوفير جو مناسب للعائلات للتسوق وقضاء الأوقات إلا أن بعضهم يتساءل لماذا لا نترك الشباب يدخل ونفعِّل في الوقت ذاته الرقابة الأمنية، ونعاقب المخطئ؟. وفي المقابل يؤكد عاملون في هذه المجمعات أنه من الصعب التحكم في تصرفات البعض، والحل الأفضل هو فصل الشباب عن العائلات بشكل كلي وعزلهم في الخارج، بغض النظر عما يحتويه هذا الخارج من أضرار وعواقب وخيمة. يقول الشاب عبدالله المرواني (22 عاما) "يعد المجمع التجاري المتنفس الوحيد لي، ولكن أكثر ما يضايقني هو منع الشباب من دخول المجمعات بالمناسبات والإجازات الرسمية. وعن سبب تواجده داخل المجمع قال "أنا هنا للتسوق والتنزه وقضاء أعمالي في وقت واحد فالمجمعات الآن تحتوي على كل ما يتطلبه الفرد، فهناك شركات اتصالات بالإضافة لبعض فروع البنوك، فبجانب التنزه يمكنني أيضاً قضاء بعض أعمالي. وأضاف عبدالرحمن المحمدي (20 عاما) "أكثر ما يضايقنا نظرة المجتمع للشاب بأنه غير سوي وقصده مضايقة الفتيات" وعما تعانيه العائلات من بعض تصرفات الشباب أضاف المحمدي "لماذا تعاملونني بذنب غيري! من المفترض أن الشخص لا يحاسب إلا عن نفسه فقط. وقال سلطان المالكي (25 عاما) "اسمحوا لنا بالدخول وإذا أخطأنا عاقبونا"، وعن سبب طلبه الملح الدخول للمجمع قال "أفضّل وجودي بالمجمع مقارنةً بالمقاهي والاستراحات، وتسعدني رؤية الأطفال والناس من حولي. وأضاف "تسمح بعض المجمعات بدخول الشباب في أوقات معينة وهي الفترة الصباحية، وأيام الأسبوع باستثناء الأربعاء والخميس والجمعة، ومن الصعب الذهاب للمجمع في هذه الأوقات نظرا لارتباطنا بدوامات صباحية، بالإضافة إلى الأعمال الجانبية بقية اليوم. وترى زينب العامودي (34 عاما) أن "حل مشكلة المعاكسات بسيط وسهل وهو بيد الفتاة فمتى ما أدارت ظهرها لمضايقة الشاب سينسحب ويبتعد سريعاً عنها. وعن دواعي هذه المعاكسات قالت "من الممكن أن يكون السبب هو تصادم حضارات وعادات وتقاليد، فالمملكة تُعد شبه قارة وكل منطقة لها عاداتها وتقاليدها واللبس قد يختلف من منطقة لأخرى، وأخص اللبس لأنه الشرارة الأولى التي تثير الشاب، فهناك عائلات ترى أن ما ترتديه ابنتهم طبيعي، بينما الشاب يرى عكس ذلك. ويقول مشرف الأمن بأحد المجمعات التجارية محمد المولد "ليس لدينا منع للشباب بالمعنى المفهوم، ولكن هناك عملية تنظيم للدخول وفي إطار ذلك تم تخصيص يومي الأربعاء والخميس ليكونا خاصين بالعائلات فقط. وعن إمكانية السماح للجميع بالدخول، وفي الوقت نفسه مع تفعيل دور الأمن في مواجهة أي مخالفات، قال: من الصعب جداً السيطرة على أمن مجمع تجاري كبير، ومواجهة تصرفات شخصية سلبية قد تصدر من بعض في ثوان معدودة فتعكر صفو الزائرين، لذلك وجدت إدارة المجمع أن أفضل الحلول تخصيص أوقات لدخول الشباب وغالباً ما تكون صباحية". وعن هذه الظاهرة يقول رئيس قسم علم النفس بجامعة طيبة الدكتور نايف الحربي: لا يمكننا إلصاق المعاكسات بالشباب العزاب على العموم، فهذا أمر خاطئ والتأكيد على ذلك قد يولد ضغطا نفسيا عليهم. وأضاف أن المعاكسات انتكاسة دينية وتربوية بالمقام الأول، ومعالجتها تكون من عدة جوانب ولنبدأ بالشاب نفسه ومن ثم الأسرة، يلي ذلك المجتمع فمتى ما كانت الأسرة قريبة من الشاب سيشعر بالأمان والاستقرار العاطفي وهو ما يفتقده كثير من الشباب، ويبحثون عنه داخل أروقة المجمعات التجارية. وعن أبرز الحلول النفسية قال: يحتاج الشاب لصحوة ضمير ولو وقف مع نفسه وعلم أن ما يفعله يؤثر على دينه وتربيته وسمعته لعاد خطوة للخلف ومن ثم يبقى الدور الأساسي على العائلة باحتوائه بأسلوب تربوي سليم.