قرر الشاب سعد الأحمري تنفيذ التصاميم الخاصة بمسكنه بنفسه، ليس ذلك فقط، ولكن أيضا القيام بأعمال الدهانات والتصميم الداخلي، وقد أفادته خبرته كمعلم للتربية الفنية، وضمن بذلك الجهد، ووفر المال، وحصل على متعة خاصة، وهي تصميم منزله وفقا لرؤاه الشخصية. يقول المعلم بمتوسطة عبدالملك بن مروان بخميس مشيط سعد الأحمري إنه وظف موهبته وخبراته بداية في نطاق عمله، حيث نفذ أعمالا فنية في حجرات المدرسة وفنائها، حتى أصبح العمل أحد أكبر معارض التربية الفنية بالمنطقة بشهادة مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة خميس مشيط سابقا سعد عوض. وأضاف أنه قرر أن يستفيد من هوايته وخبرته في حياته الخاصة أيضا، فعندما أراد أن يجهز منزله الواقع بحي الروضة بخميس مشيط أصر أن يقوم بذلك بنفسه، دون الاستعانة بالعمالة، فمزج خبرته في المجال الفني بالعمراني والهندسي، وبدأ في العمل. يقول الأحمري "دخولي لمجال التربية الفنية في حياتي العملية لم يأت من فراغ، بل كان بسبب حبي للفنون التشكيلية بمختلف أنواعها، حيث إنني هويت منذ الصغر تنفيذ الأعمال الفنية، ونظرا لاعتمادنا في تعليمنا خلال المراحل الدراسية على الرسم فقط، فقد استعنت ببعض برامج الحاسب الآلي لتنمية خبراتي الفنية". وأضاف "بعدما اشتريت قطعة أرض، بدأت أفكر في تصميم فيلا سكنية، تختلف عن التصاميم التقليدية التي تسود العمران لدينا حاليا، وبفضل إجادتي لبعض البرامج الحاسوبية الخاصة بالرسم الهندسي رسمت فيلا العمر وفقا لمرئياتي وأفكاري، بعد أن استشرت عددا من المتخصصين في المجال العمراني، ولله الحمد تم تسليمها للمقاول بعد الانتهاء من المخطط ليبدأ أعمال التنفيذ". قال الأحمري " بعد ذلك دخلنا مرحلة التشطيب، وهي المرحلة التي تظهر فيها أيضاً اللمسات الفنية التي يحرص عليها الكثير من المواطنين في منازلهم من خلال أعمال الجبس، والديكور، والدهان. قررت تنفيذ الديكورات التي أرغب في تنفيذها بنفسي، وعدم الاستعانة بالعمالة، وبدأت تصميم ديكورات المجالس، وغرف النوم، والصالات الداخلية، والمداخل على الورق، ثم قمت بالاتفاق مع معلم جبس مغربي الجنسية على تركيب الأساسيات الجبسية، وترك بقية العمل حتى أكمله بنفسي ووفقا لتصوري الخاص، وقد زاد ذلك من خبرتي، ولم يبخل عليّ المغربي بأي معلومة احتاجها حتى انتهيت من وضع اللمسات الفنية التي سبق تصميمها بشكل عصري وبأشكال متوافقة مع طبيعة كل حجرة على حدة". وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من الأعمال الجبسية بدأ في أعمال الدهان التي نفذها وفقا لأرقى ما وصلت إليه الديكورات العصرية. وعن مدى الإتقان في العمل قال الأحمري " متى ما وضع الإنسان هدفا أمامه فسوف يصل إليه، خاصة إذا كان لديه موهبة وعزيمة". وأكد الأحمري أنه كان يستعين بالعمالة فقط في الاستشارات، فكان يستفيد منهم ومن أفكارهم في مشروعه حتى انتهى، ووفر عليه ذلك الكثير من المال، كما ضمن بذلك جودة العمل، وتجنب الغش. وعن الصعوبات التي واجهته قال "واجهتني مشكلة الوقت، فقد أصبحت أمضي كل وقتي في هذا العمل، ولكنني أجد المتعة والراحة بسبب إنجازي للكثير من العمل الذي سيطلع عليه أبنائي وأسرتي". ويتطلع الأحمري إلى افتتاح قسم خاص بتعليم عسير يختص بالمواهب الفنية، وتطويرها، وإدخال الجانب المهني فيه، وتمنى أن تكون هناك اتفاقيات تعاون مع إدارة التدريب التقني والمهني بالمنطقة للاستفادة من الورش والإمكانات التي يمتلكونها لتدريب الطلاب أصحاب المواهب الذين تشتهر بهم منطقة عسير.