اجتازت الرياض أمس اختبار الأمطار التي هطلت عليها بغزارة منذ الفجر ولا تزال مستمرة حتى ساعة إعداد التقرير مساء أمس، مسجلة "أقل الأضرار"، في وقت رفع فيه الدفاع المدني حالة التأهب لمباشرة أية حوادث محتملة. ورغم غزارة الأمطار على بعض الأحياء، إلا أنه لوحظ وجود تصريف جيد للمياه، خاصة في الأنفاق التي كانت تمتلئ بالمياه في مثل هذه الأجواء، وسط حركة مرورية سلسة نوعا ما، انخفضت فيها الاختناقات المعهودة، بعد أن ساهم قرار وزارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة في العاصمة أمس في توقف حركة وسائل نقل الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات التي كانت تسبب ازدحاما كبيرا. وباستثناء بعض المستنقعات والحفريات التي تكوّنت نتيجة لانخفاض بعض المواقع التي تتم فيها الصيانة، فإن مشهد التصريف بدا جيدا، واستطاعت الشوارع استيعاب كميات الأمطار التي هطلت، وأعطت السكان نوعا من الاطمئنان على طريقة التصريف. واستنفرت الجهات المعنية طاقاتها منذ وقت مبكّر، حيث انتشرت فرق السلامة والإنقاذ وتجهيزات الغوص وقوارب النجاة التابعة للدفاع المدني في بعض المواقع الخطرة، وذلك لمباشرة البلاغات والتواجد في الوقت المحدد تحسبا لأي طارئ، في حين انتشرت دوريات المرور لتنظيم الحركة المرورية ومباشرة الحوادث البسيطة التي نتجت عن انزلاق السيارات وعدم تحكم قائديها نتيجة للأمطار، فيما كان للوحات الإلكترونية المنتشرة في الطرق الرئيسية دور بارز في توعية قائدي المركبات وتوجيههم نحو الاحتياطات الضرورية للقيادة الآمنة في الأمطار. الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض الرائد محمد التميمي أوضح أن المديرية ضاعفت قواها البشرية وآلياتها إلى ثلاثة أضعاف لمواجهة موسم هطول الأمطار والسيول ومواجهة أي طارئ، مبينا أنه تم حتى مساء أمس تسجيل ثمانية حوادث بالرياض بسبب هطول الأمطار واحتجاز ثلاثة أشخاص في وادي رويغب بمحافظة ثادق، وأربعة في شعب غيانة بمحافظة حريملاء. وأضاف التميمي أنه جرى نشر فرق القوارب والإنقاذ ذات الدفع الرباعي والمجهزة تجهيزاً فنياً متكاملاً، وقوى بشرية مدربة للتعامل مع الحالات الطارئة في المدن وخارجها، والتي تم تمركزها بالمواقع بهدف الوصول إلى الجاهزية الكاملة لدرء مخاطر الأمطار والسيول، مشيراً إلى أهمية دور المواطنين والمقيمين في إنجاح مثل هذه الجهود بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر وقت هطول الأمطار والابتعاد عن أماكن تجمعات مياه السيول. من جهتها، باشرت أمانة منطقة الرياض المواقع المخدومة بشبكة السيول من خلال صيانة وإزالة العوالق من أمام مواقع التصريف، وتوفير جميع ما تتطلبه المواقع غير المخدومة بشبكة السيول من مضخات وصهاريج لتصريفها. وقالت الأمانة في بيان صحفي إن أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف تابع الأوضاع أثناء هطول الأمطار، ووجّه ببذل كل الجهود اللازمة لسرعة حل مشاكل تجمُّع المياه، وتوفير جميع المعدات والآليات والأفراد، وتأمين كل ما يتطلبه العمل الميداني، مبينة أن عدد الفرق الميدانية التي باشرت المواقع بلغ أكثر من 280 فرقة مجهزة بكل ما تحتاج إليه من مضخات متحركة بمختلف المقاسات وصهاريج ومولدات كهربائية في حال الحاجة إليها، موزعة على جميع البلديات الفرعية والإدارات العامة ذات العلاقة. وأكّدت متابعتها جاهزية أنفاق السيارات البالغ عددها 13 نفقاً، والتأكد من عمل المضخات والتجهيزات الكهربائية وشبكة التصريف بها، وكذلك اللوحات الإلكترونية لتحذير السائقين وتوجيههم في حال دعت الضرورة إلى ذلك. وأشارت إلى أن فرقها الميدانية باشرت مواقعها فور ورود تحذيرات الأرصاد الجوية عن حالة الطقس واحتمال هطول أمطار، كما أن مركز طوارئ الأمانة رقم 940، يستقبل على مدار الساعة البلاغات والاتصالات للإبلاغ عن أي ملاحظة أو تجمُّع في أي موقعٍ من المواقع، وتوجيه البلاغ إلى الجهة المعنية سواء التابعة للأمانة أو جهات أخرى كوزارة النقل أو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أو المرور أو الدفاع المدني، حيث إن المركز مرتبطٌ إلكترونياً بتلك الجهات لسرعة إرسال البلاغات.