أكد رئيس وحدة الدراسات والمخطط العام بأمانة المدينةالمنورة المهندس الدكتور عبدالعزيز كعكي أنه يمكن في الوقت الحالي تحديد مسار الخندق التاريخي الذي أشار بحفره سلمان الفارسي، رضي الله عنه، لحماية المدينةالمنورة حينها من كفار قريش في غزوة الأحزاب التي وقعت أحداثها في السنة الخامسة للهجرة. واستند كعكي خلال محاضرته أمس في نادي المدينة الأدبي عن" مسار الخندق في النصوص والروايات التاريخية " على ما ذهب إليه أنهم أثناء حفرهم لأحد المشاريع بموقع "الترسيس" بطريق العيونبالمدينةالمنورة، والواقع على مسار الخندق كما ورد تحديده في النصوص والدراسات القديمة وجدوا هشاشة في التربة، كما اكتشفوا تجمع عدد كبير من الحجارة ودلالات تشير لموقع الخندق، مضيفا أنه يمكن اليوم من خلال المصورات الجوية كذلك تتبع مسار الخندق، وإعادة تحديده بكل دقة كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وكشف كعكي في محاضرته التي أدارها عبدالغني القش أن أمانة المدينةالمنورة سبق أن خاطبت مجلس الوزراء والهيئة العليا للآثار حول آثار المدينةالمنورة وأهميتها التاريخية والحضارية، وصدر أمر سام بحصر آثار المدينةالمنورة، والحفاظ على مواقعها التاريخية وعدم إزاحتها لما تمثله من موروث إسلامي رفيع. وشهدت المحاضرة عددا من المداخلات من أبرزها اعتراض مدير عام التربية والتعليم للبنين بمنطقة المدينةالمنورة السابق والباحث في معالم المدينةالمنورة التاريخية والسيرة النبوية الدكتور تنيضب الفايدي حول المسافة التي ذكرها المحاضر لمسار الخندق والتي حددها ب12 ألف ذراع، حيث يرى الفايدي أن كعكي ضاعفها ثلاث مرات، ولا يوجد لديه أي مستند يثبت ذلك، في حين أن المؤرخين متفقون على أن مسافة الخندق 5 آلاف ذراع فقط. وانتقد الدكتور الفايدي كذلك حصر كعكي لحرار المدينةالمنورة ب"الحرة الشرقية والحرة الغربية وحرة شوران"، مؤكدا أن هذا الأمر غير صحيح، حيث إن الحرار المحيطة بالمدينة عددها خمس وليست ثلاثا. ورد الدكتور عبدالعزيز كعكي من جهته، بأنهم اعتمدوا في المسافة التي ذكرها على مصورات فضائية عالية الدقة لا يمكن أن يزيد الخطأ فيها عن 50 - 60 سنتمترا، وأكد كعكي كذلك على أن حرار المدينة 3 وما ذكر من غيرها منقسم عنها بمسميات أخرى. وطالب عدد من الحضور في مداخلاتهم بزيادة وعي الأجيال من خلال عمل مجسمات، ونشرات ثقافية مصورة عن الخندق النبوي، وكذلك مسافته الطولية والعرضية لقطع الطريق على بعض المرشدين الذين يعتمدون في وصفهم للخندق وموضعه على غير المتخصصين مما يحتمل معه ورود كثير من الأخطاء في تحديد موقعه.