عبر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن أمله في أن يمثل توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية "نهاية لحقبة الصراع، وبداية لعودة اليمن لسابق عهده مهدا للحضارات، وأن ينعم بالأمن والاستقرار، ويحقق طموحاته وتطلعاته لبناء مستقبل أبنائه". وقال في كلمة خلال ترؤسه بالرياض أمس لأعمال المجلس الوزاري التحضيري لقمة القادة الخليجيين التي ستحتضنها العاصمة السعودية في ديسمبر المقبل، "إن ما حدث ويحدث في أجزاء من العالم العربي منذ الربيع الماضي يحمل في طياته دواعي جديدة لتعاون وتنسيق مستمر أساسه استيعاب دقيق لمسببات ودوافع الأحداث التي حصلت في بعض بلدان منطقتنا وتحديد سبل التعاون مع ديناميكيات هذا الحراك على النحو الذي يحفظ لمنطقتنا أمنها واستقرارها ويضمن لها النمو الطبيعي والتطور المدروس بعيدا عن أي إملاءات وتدخلات خارجية". وأضاف "للأسف تتزامن هذه التطورات مع استمرار الأزمات التي أصبحت مع الأسف جزءا من واقع هذه المنطقة ومعطياتها، وأولها القضية الفلسطينية حيث تعثرت عملية السلام بسبب السياسات الإسرائيلية المتعنتة، ورفضها الانصياع للشرعية الدولية". وشدد الفيصل من لهجته إزاء إيران، عل خلفية تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون. واعتبر الفيصل في كلمته أمام نظرائه الخليجيين أن امتلاك إيران السلاح النووي، يعتبرا تهديدا صريحا لأمن المنطقة. ويأتي تشديد اللهجة تجاه طهران، في وقت تسعى فيه الدول الخليجية لكبح جماح التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، في ظل استمرارية تلك التدخلات، وهو ما أكده الفيصل في كلمته. وتطرق وزير الخارجية إلى ما تمر به المنطقة من أحداث، وقال إنها تأتي في ظل "استمرار تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، فضلا عن أزمة ملفها النووي، وسعيها لتطوير قدراتها النووية، مما سيمكنها في المستقبل من امتلاك السلاح النووي، الذي يعتبر تهديدا صريحا لأمن واستقرار المنطقة مع استمرار احتلالها لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة". وثمن الفيصل، تقرير لجنة تقصي الحقائق حول ما جرى في البحرين، واصفا إياه ب"الشفاف". وقال "ما حصل في البحرين هذا اليوم يستحق أن نثني عليه حيث قدم التقرير الذي وضع إطاره الملك حمد واختار له من الشخصيات العالمية ممن لا يلحق بهم شك، شفافية وصدقا في التعامل مع الأحداث في البحرين، مما يسعد الصديق ويغضب العدو، فهنيئا للبحرين بقيادته، وهنيئا لنا بوجود البحرين بيننا". وأكد الفيصل أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أثبت منذ تأسيسه في 1981 قدرته على الحفاظ على مكتسبات دوله ومواطنيه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتمكن من خلال الآليات التي نص عليها نظامه الأساسي، والاتفاقيات التي توصلت إليها دول المجلس خلال ال30 سنة الماضية، من تحقيق درجة عالية من الترابط والتواصل والتكامل بين دول المجلس وشعوبها". وقال إن كثيرا في المنطقة وخارجها، يتطلعون إلى دور المجلس القيادي والرائد للمساهمة في المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة في ظل التطورات الخطيرة التي مرت بها خلال فترة عمل المجلس، معيدا إلى الأذهان الدور الذي لعبه المجلس خلال العام المنصرم على وجه الخصوص من إسهامات مهمة في هذا المجال في اليمن وليبيا وسورية وغيرها". وتابع "في ظل الظروف والأحداث المتلاحقة التي تشهدها منطقتنا فإن الأنظار ستكون منصبة على القمة المقبلة مما يكسب اجتماع اليوم أهمية خاصة، ويتطلب منا التركيز في الإعداد الجيد لأعمال القمة بهدف تحقيق مزيد من الإنجازات في مسيرة المجلس المباركة، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة والإسهام في تحقيق أمنها وسلامة مواطنيها، وإنني لعلى ثقة أن مجلسكم سيكون على مستوى هذه المسؤولية بما يسهم في نجاح القمة ووضع الأسس اللازمة لاستمرار إنجازات المجلس، وتعزيز دوره في المنطقة والعالم خلال العام المقبل".