توفي أمس بالدار البيضاء عن عمر يناهز 75 عاما المفكر المغربي محمد عابد الجابري إثر وعكة صحية ألمت به. ويعد الجابري وهو أستاذ الفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بالرباط، أحد أهم المفكرين العرب المعاصرين في الثلاثة عقود الأخيرة، المؤثرين بإنتاجهم الفكري في الحياة السياسية والثقافية والفكرية، كما أثارت أفكار الجابري جدلا واسعا في الأوساط الثقافية في العالم العربي، من خلال أطروحته الشهيرة (نقد العقل العربي)، التي جاءت في سلسلة من الكتب منها "تكوين العقل العربي" (1) و"بنية العقل العربي (2)، و"العقل السياسي العربي" (3)، و"العقل الأخلاقي العربي" (4). واشتبك في حوارات علمية قوية مع عدد من المفكرين العرب حول أطروحته ومن أشهرها مداخلاته مع جورج طرابيشي، وفهمي جدعان وهشام شرابي الذين مثلوا رموزا لحركة الفكر العربي الحديث أواخر القرن العشرين. ولد الجابري عام 1935 وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة عام 1967 ثم على دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب بالرباط، وعمل أستاذا للفلسفة والفكر الإسلامي. وأصدر العديد من الكتب أهمها "العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي عام 1971، و"نحن والتراث، قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" عام 1980، ثم أصدر سلسلة "نقد العقل العربي" وجاء الجزء الأول بعنوان "تكوين العقل العربي"، والجزء الثاني "بنية العقل العربي"، والثالث "العقل السياسي العربي" والرابع "العقل الأخلاقي العربي". كما اهتم الجابري بالفكر الإسلامي وأصدر "مدخل إلى القرآن (للتشكيك في سلامة القرآن من التحريف)" و"مدخل إلى فلسفة العلوم: العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي" و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول". واستطاع الجابري عبر سلسلته الشهيرة تحليل العقل العربي عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية التي بدأت من عصر التدوين ثم انتقل إلى دراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي. وفاز الجابري بجائزة بغداد للثقافة العربية اليونسكو عام 1988، والجائزة المغاربية للثقافة عام 1999، وجائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي عام 2005، وجائزة الرواد لمؤسسة الفكر العربي عام 2005، وميدالية ابن سينا من اليونسكو 2006.