حذّر أستاذ علم البيئة الحيوانية بقسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الطائف محمد بن يسلم شبراق من الدور الذي قد تلعبه الطيور المهاجرة في نقل بعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية والجرثومية، خلال الأشهر الأربعة المقبلة من موسم الشتاء والتي تشهد هجرة كبيرة لهذه الطيور إلى مختلف مناطق المملكة. وقال شبراق في حديث إلى "الوطن" إن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في نقل الطيور للأمراض على الرغم من أن وجود المسبب للمرض بالطائر، لا يدل على أن هذه الطيور هي الناقلة لهذه المسببات الممرضة، ولكن معرفتنا للمسبب والناقل ومناطق اكتشافه وعلاقتها بالأنواع المسجلة بمناطق الدراسة مهم لوضع استراتيجية مستقبلية للتصدي للطفيليات التي تحملها هذه الطيور، ووضع آليات المكافحة المناسبة لها. وأضاف الدكتور شبراق أن زيادة أنواع الطيور المهاجرة إلى المملكة أو نقصها يعد مؤشرا للمشاكل البيئية الموجودة بالمنطقة، ومن بينها الأمراض التي يمكن أن تؤثر على الإنسان، وقد أشار عدد من الدراسات الحديثة إلى أن الطيور البرية والمستأنسة يمكن أن تلعب دوراً في انتشار بعض المسببات الممرضة التي تصل من خلال النقل البيولوجي، أو الميكانيكي، أو أنها ناقلة للطفيليات الخارجية التي تحمل المسببات الممرضة، والتي يمكن أن تنتقل بواسطة الطيور من مكان لآخر ومن قارة لأخرى. فهناك مسببات للأمراض تنقلها الطفيليات الخارجية للطيور وهذه بدورها تنقلها لمناطق وأنواع أخرى إما عن طريق البراز أو التنفس، ومن أمثلتها فيروس أنفلونزا A ، ومرض النيوكسل وأنواع أخرى ممرضة تهدد الإنسان والبيئة المحيطة. وشدد الدكتور شبراق على أن هناك قلقا عالميا من حمل الطيور في مناطق بالقطب الشمالي وفي أوروبا أنواعا معينة من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، منها البكتيريا المسببة للدمامل والجروح والتي تؤدي إلى تسمم الدم وتلوث الجروح Staphylococcus aureus، وكذلك بكتيريا السرمونيلا والتي تسبب حمى التيفوئيد والأمراض المعوية، وكذلك بكتيريا "ششيا كولاي" المسببة للنزلات المعوية، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الميكروبات التي يمكن أن تسبب الوفاة للإنسان. ويعتقد بعض العلماء أن سبب وجود هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بهذه الطيور ربما يرجع إلى اختلاط هذه الطيور بطيور مستأنسة تستخدم هذه المضادات، كذلك ربما يكون ذلك بسبب استخدام مياه الصرف الصحي في سقي الخضراوات والورقيات، والتي تحتوي على هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وربما أيضاً من جراء استخدام المياه العادمة من قبل الطيور للشرب أو الصيد، وهي مياه ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري والحيواني، ومليئة بالميكروبات، وعند انتقالها للطيور، فإنها تنتقل عبرها لمنطقة جغرافية أخرى بسبب هجرة الطيور، وهو ما يمكن أن يسمح بنقل هذه البكتيريا من مكان إلى آخر، وبالتالي انتقال الجينات المقاومة لهذه المضادات إلى البكتيريا، وهذا الموضوع له علاقة بصحة الإنسان حيث إن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية يمكن أن يصعب في إيجاد مضادات حيوية تقضي عليها، لا سيما في ظل غموض مسببات المكونات البكتيرية وتنوع أسباب نشأتها ومصادر انتقالها للطيور ومن ثم للإنسان أو للمزروعات وتأثر الحياة الفطرية والبيئية بتلك الميكروبات.