في الوقت الذي يشدد الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل على أهمية الشراكة بين الإعلام والمنتخبات السعودية, سيما المنتخب الكروي الأول الذي ينشد التأهل لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل, جاء الموقف الذي سجله لاعبو المنتخب الذين يواصلون تحضيراتهم حالياً في العاصمة الرياض استعداداً لمواجهتي تايلاند وعمان في التصفيات الآسيوية يومي 11 و15 نوفمبرالجاري بتجاهلهم وسائل الإعلام التي حضرت لمتابعة أول أيام التحضيرات للمواجهتين سلبياً للغاية. وكانت وسائل الإعلام حضرت عبر"المكس زون" الذي استحدث لأول مرة في تدريبات الأخضر بجهود من قبل المنسق الإعلامي للمنتخب خالد النويصر الذي حاول أن يذلل العقبات ويسهل مهام الإعلاميين, إلا أن اللاعبين رسموا صورة سلبية للغاية في العلاقة مع الإعلام, بانطلاقاتهم السريعة نحو البوابة المؤدية للحافلة التي تقلهم من المعسكر لملعب التدريبات في ملعب الأمير فيصل بن فهد, متجاهلين الإعلام، ومؤكدين أنهم يضيقون ذرعاً باسئلة الإعلاميين التي تصب دوماً في إطار البحث عن الحقائق ومبررات التعثر والنجاح. وصور موقف لاعبي المنتخب الحاليين باستثناء الحارس أحمد الكسار أحدث اللاعبين المنضمين للمنتخب الذي وقف احتراماً للإعلام والإعلاميين ومعه اللاعب نواف العابد الذي أحضر من قبل مدير المنتخب خالد المعجل لإخماد غضب الإعلاميين, حالة لامبالاة ذكرت بموقفهم عقب خروجهم الهزيل في كأس أمم آسيا الأخيرة التي أقيمت في قطر في يناير الماضي حينما هربوا حينها من محاصرة الإعلام بإطلاق ابتسامات، فيما سار بعضهم مثل الطاووس، بل إن أحدهم كان همه الأول ألا ينسى سماعات الأذن الكبيرة على خط التماس بعد أن اصطحبها معه للتدريبات من غرفة نومه بالمعسكر!!. ومع نهاية الحصة التدريبية الأولى للمنتخب أول من أمس جرت حوارات مباشرة ودون مونتاج بين مراسلي القنوات الفضائية ومندوبي الصحف اليومية من جهة، ومدير المنتخب خالد المعجل والمنسق الإعلامي خالد النويصر من جهة أخرى، وركزت على طول الزمن الذي انتظره الجميع من أجل أن يتفوه اللاعبون بكلمات علها تشحذ همم مشجعي المنتخب السعودي في لقائيه المقبلين. وقال مراسل الجزيرة في حواره المباشر مع المعجل "انتظرنا وقتاً طويلاً، وتنقلنا بين أرجاء الملعب من أجل أن نظفر بتصريح فضائي لبعض اللاعبين". وزاد محررالزميلة "الرياضية" الزميل عبد الرحمن النمر المتخصص بشؤون الأخضر في حواره مع المعجل "إذا لم يصرح اللاعبون في هذا الوقت الذي لا يعانون فيه من الضغوط فمتى سيصرحون؟"، مطالباً "يجب أن يحترم اللاعبون الإعلام الرياضي ووقفة الصحفيين الذين يكبرونهم سناً". فيما وجهت "الوطن" سؤالها الصريح حول آلية مساندة المنتخب السعودي وشحذ الهمم الجماهيرية إذا كان المعنيون بالأمر يتجاهلون نداءات الإعلاميين الذين يعدون الشريك الرئيس للكرة السعودية. في المقابل كانت الاستعدادات للعمل الإعلامي تمر بعدة خطوات من الحصول على إذن التصوير، وترتيب التجهيزات المتكاملة لنقل الصورة التلفزيونية التي تتناغم وتنسجم مع أهمية المرحلة الحاسمة للأخضر، ويقول مصورإحدى القنوات الفضائية "استغرقت تجهيزاتي لتصوير تدريبات المنتخب السعودي وأخذ ردود أفعال اللاعبين عن مرحلة الحسم المقبلة 4 ساعات متواصلة, من أجل وضع المشاهد في قلب الحدث, لكننا عدنا لمكتبنا بعمل ناقص لا يعبرعن المهنية الإعلامية المتكاملة". وأضاف "لو حدثت تلك الواقعة في بلدي, فلن تمر مرورالكرام على وسائل الإعلام الذي يعرف بالسلطة الرابعة". وبعد أن طوق الثنائي المعجل والنويصر الأزمة الطارئة كان القرارالفوري إلغاء القرار بإلغاء (المكس زون) وهو قرارلن يشبع نهم الإعلام سيما أن عقلية اللاعبين لن تتغير تجاه الإعلام والإعلاميين.