يواجه التربويون في مدارس التعليم العام غدا ظاهرة الغش التي تنتشر كثيرا هذه الأيام ويلجأ إليها عدد من الطلاب لعدة أسباب تكون بين دفتي الإهمال وصعوبة المادة، حيث أبدع البعض في هذه الظاهرة، وأبرز أنواعها "البراشيم" وهي تلك الأوراق الصغيرة التي تكتب فيها ملخصات لأبرز نقاط مواضيع المواد. يقول الطالب عبدالله الغامدي في نهاية المرحلة الثانوية إن البرشام يكون السبيل الوحيد إلى النجاح والسبب صعوبة الأسئلة وتعقيد المدرسين للأسئلة والمنهاج الدراسي -على حد تعبيره- ممل وكئيب ولا يوجد فيه ما هو مثير للطالب، مشيرا إلى أن الغش بأي طريقة كانت يُعد حرفة وفنا ومهارة، ومقدرة الطالب على الحصول على المعلومة بأي طريقة كانت هي ذكاء من الطالب. فيما علق الطالب إبراهيم الغامدي على الغش مستحضرا قول الرسول "من غشنا فليس منا" مشيراً إلى أن الغش له آثار سلبية كثيرة على الطالب الغاش نفسه، وكذلك على الطلاب المتميزين حيث يتفاجؤون بأن زميلاهم صاحب المستوى الدراسي الضعيف يزاحمهم على المراكز الأولى في نهاية العام الدراسي. وقال المعلم أحمد سحمي مدرس ثانوية إن الغش ينتج عند الطالب اللامبالي والذي يفتقر لمراقبة الأهل، مبينّا أن "من شب على شيء شاب عليه" وبهذا فالمجتمع موعود باستلام عهدة فاشلة عجز عن حمايتها الأبوان أولا والمدرسة ثانياً، وعليه ألا يفاجأ بمثل هذا الموظف الذي أنهى الدراسة الجامعية بالغش والتدليس ثم انخرط في صفوف العاملين. ويضيف "ولأن الكثير من الطلاب الذين لم يتأهلوا لحصد التفوق والنجاح بالطرق الشرعية بدا لهم أن الخيار المناسب للانتقال للصف التالي هو الدخول من الباب الخلفي، وخطف النجاح بعد أن عجزوا عن نيله بالطرق المشروعة وذلك عن طريق الغش والبراشيم". ويشير سحمي إلى أن ممارسة الطالب لسلوك الغش في الاختبارات لا يعد مظهرا من مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية، فحسب بل إفساد لعملية القياس وتلويث لنتائج الاختبار، وبالتالي عدم تحقيق أهداف التقويم في مجال التحصيل الدراسي، وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط بل يتعداها إلى جوانب حياتية أخرى. وبيّن المرشد الطلابي طلال الغامدي أن من الواجب أن يحظى الطالب بقدر من الاهتمام والرعاية الأسرية التي تمنحه القدرة على الوفاء بالتزاماته التعليمية على النحو اللائق والمطلوب للحد من هذه الظاهرة، ويجب أن تبدأ التوعية من البيت لتمتد إلى الشارع ومنها للمدرسة وذلك بالتنسيق والتعاون بين المؤسسات الحكومية التربوية وأهالي الطلاب. ويضيف تقوم المدارس بحملة توعوية كل عام ومع بداية الاختبارات في الفصلين حول شرح أنظمة الغش المعتمدة من الوزارة وكذلك توضيح آثاره السلبية على الطلاب.