في كل مرة يعاني فيها الطفل من ارتفاع الحرارة، يتملك الأهل الذعر، ويبدأون في تخيل الأسوأ، وبسرعة شديدة يهرعون تجاه مخفضات الحرارة، واستخدام المياه أو إلى أقرب مستشفى، اختصاصي طب الأطفال الدكتور ايريك سابان، يؤكد أنه لا يوجد مبرر لهذا القلق، وأن علينا أن نكون أكثر هدوءا في هذه الحالة، حيث تشير أحدث الدراسات الطبية إلى أن ارتفاع درجة حرارة الطفل حتى 38 أو 38,5 رد فعل طبيعي نتيجة دفاع الجسم عن نفسه ضد الكائنات الدقيقة التي تغزوه. هذه الحرارة، بحسب الدكتور سابان، تساعد الطفل على الدفاع عن نفسه، لكنه في الوقت نفسه ينبه إلى الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب، يقول "إذا كانت الحرارة غير مبررة، بمعنى أن تأتي دون أن تصاحبها أي أعراض ظاهرة كالسعال، أو الرشح مثلا، وفي حال ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 40 درجة، أو ارتفاع درجة الحرارة إلى 38 أو 39 بحيث تستمر لأكثر من أربعة أيام، يجب على الفور استشارة الطبيب". وحول ارتفاع الحرارة فترة ظهور الأسنان لدى الأطفال يقول الدكتور إيريك إنه "لا توجد حقيقة علمية مثبتة حتى الآن تربط بين الحرارة لفترة طويلة قبل ظهور الأسنان، وهو ما يعرف بمرحلة التسنين، وظهور الأسنان لدى الأطفال هو عملية اختراق دقيقة جدا للثة، ويمكن أن يصاحبها ارتفاع لدرجة الحرارة بما لا يزيد على نصف درجة لمدة يوم واحد فقط، ولكن لا توجد حمى أو ارتفاع شديد للحرارة يمكن ربطها بفترة التسنين لدى الأطفال". وبشكل عام يلفت الدكتور سابان إلى أن ارتفاع درجات حرارة الصغار لا يستدعي التوقف أمامها إلا إذا كانت هناك علامات أخرى مصاحبة لها، مثل توقف الطفل عن تناول الطعام، وعدم اللعب أو الضحك، والشعور بأن الطفل عصبي أو غاضب، وفي حال تغير لون الشفاه، وميلها إلى اللون الأزرق، والقيء أو الإسهال، وكلها علامات يجب الانتباه لها في حال ارتفعت حرارة الطفل، حتى لو كانت دون الأربعين، أما غير ذلك فيبقى ارتفاع درجة الحرارة دليلا على فاعلية جهاز المناعة لدى الطفل. ويرى اختصاصي الأطفال أنه يكفي في هذه الحالة إعطاء الطفل مخفضا للحرارة كل ست ساعات، إلى جانب العقاقير المعالجة لسبب هذا الارتفاع في درجة الحرارة، ولا يوجد أي داع لعمل كمادات المياه، أو إعطاء مضادات حيوية على الإطلاق.