أشاد خبير التحكيم الدولي محمد فودة بمستوى التحكيم في مونديال جنوب أفريقيا الحالي، وقال ل"الوطن" إن التحكيم ظهر حتى الآن بمستوى جيد، وكان الحكم الأبرز في المباريات الماضية هو الأوزبكي رافشان إيرماتوف، إضافة إلى الياباني ناتشي مورا، فقد كان أداؤهما جيداً جداً ويعدان واجهة مشرفة للتحكيم الآسيوي في كأس العالم الحالية. وذكر فودة أن بقية الحكام ظهروا إجمالاً بصورة طيبة عدا تقصيرهم في بعض المواقف عندما تغاضوا عن إعطاء بطاقات صفراء لعدد من اللاعبين. وقال فودة "إن هذا الظهور المشرف للحكام الآسيويين هو نتيجة العمل الجبار الذي قام به الاتحاد الدولي من خلال إقامة الدورات التدريبية منذ أربعة أعوام بعد المستوى غير الجيد الذي كان عليه الحكام في مونديال ألمانيا 2006. وهذا يجير للاتحاد الدولي الذي قام بإعداد حكامه جيداً واختار نخبة ممتازة أداروا المباريات بكل كفاءة". وأضاف "يجب أن يفتخر الاتحاد الآسيوي بالحكم الأوزبكي المسلم رافشان الذي أدار مباراة الافتتاح وأشادت بكفاءته جميع وكالات الأنباء العالمية". وحول تعاون الحكام المساعدين مع حكم الساحة الرئيس ذكر فودة أن النجاح الذي تحقق ينسب للمجموعة بأكملها فنجاح الحكم والمساعدين والحكم الرابع هو نتيجة عمل فريق واحد. ونفى فودة أن يكون هناك أي تعديلات في القانون لكنه نوه إلى مسألة الشكوى من كرة القدم التي تلعب بها المنتخبات، وقال "الكرة مصنوعة من مادة جلدية لا تخالف المادة رقم 2 من قانون الكرة، فهي تحمل نفس مواصفات الكرات من ناحيتي الوزن والمحيط، لكن اللاعبين تذمروا من سرعتها في الملعب وبالذات حراس المرمى، وسبق لاتحاد الكرة أن وافق على الكرة ولن تخضع إلى تعديل لأنها مطابقة للقانون". ومنذ انطلاقة البطولة لم تقدم كثير من المنتخبات عروضاً تلفت الأنظار، لكن ما نال إشادة واسعة هو أداء الحكام. وكانت المراحل الأولى في كثير من النسخ السابقة شهدت تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للتعليق على بعض المخالفات والتي نتج أغلبها عن الاندفاع في استخدام الإنذارات كعقوبة لعرقلة لم تحدث من الأساس. لكن في البطولة الحالية جاء تدخل الفيفا على نحو محدود بعد الأداء الجيد والمتألق أحياناً من الحكام في المباريات. وقال رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، رئيس لجنة الحكام في الفيفا "قدمت التهنئة للحكام على عروضهم الجيدة.. أطقم الحكام كانت رائعة في كل المباريات.. نحن سعداء بالطريقة التي تسير بها بطولة كأس العالم". وجاء الاختبار الأول في البطولة خلال المباراة الافتتاحية الجمعة الماضية بين جنوب أفريقيا والمكسيك عندما سيطر الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف على حماس لاعبي الفريقين في البداية دون استخدام البطاقات الصفراء أو الحمراء. وفي مباراة فرنسا مع أوروجواي لم يلتفت الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا لبعض الحركات التمثيلية من اللاعبين في بداية اللقاء ومنح الفرصة امام الفريقين لاستمرار اللعب دون توقف عندما كان الأمر يستحق وهو ما استمر في المباريات التالية بالبطولة. ومن بين أربع حالات طرد في البطولة حتى الآن ثار جدل كبير حول البطاقة الحمراء التي تلقاها الأسترالي تيم كاهيل في مباراة فريقه أمام ألمانيا لكن الحكم الأرجنتيني هكتور بالداسي نجح في مشاهدة لمسة يد الصربي زدرافكو كوزمانوفيتش التي تسببت في ركلة جزاء جاء منها هدف فوز غانا. ورغم عدم تمكنه من التعليق على القضايا الفنية الخاصة بالتحكيم والتي سيستعرضها المنظمون بعد نهاية الدور الأول إلا أن المتحدث باسم الفيفا نيكولاس مينجوت أكد أن أداء الحكام في جنوب أفريقيا يعود لفترة الإعداد الطويلة لهم قبل البطولة. وقال مينجوت "بشكل عام أنفق الفيفا كثيرا من الجهد في التحكيم.. الحكام هنا استعدوا لسنوات طويلة وأداروا مباريات معا في بطولات أخرى عديدة تابعة للفيفا.. إنهم يعملون في مجموعات ثلاثية من نفس الدولة أو نفس المنطقة ويتحدثون نفس اللغة والفيفا كان نشطا للغاية في محاولة تطوير الحالة التحكيمية".ويمثل التفسير الجديد لقانون التسلل تحدياً كبيراً للمساعدين لكنهم نجحوا في قراراتهم على نطاق واسع حتى الآن رغم الاعتراضات المعتادة من المدافعين والجالسين على مقاعد البدلاء. كما يستحق الفيفا الإشادة للاستمرار في سياسة وضع الثقة بحكام من بعض الدول غير المتقدمة على الصعيد الكروي. ويشارك حكام من جواتيمالا واليابان وأوزبكستان ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وأوروجواي والمجر وسيشل في إدارة مباريات بالدور الأول للبطولة. وأكد الحكم الهولندي السابق ماريو فان دير اندي الذي أدار مباريات في كأس العالم عامي 1994 و1998 لرويترز إنه "سعيد للغاية" بالاداء التحكيمي حتى الآن، وقال "المستوى العام كان جيداً وأعتقد بشكل خاص أن الحكم الألماني فولفجانج شتارك أعطى مثالاً رائعاً في كيفية إدارة المباريات خلال هذه المرحلة في لقاء الأرجنتين مع نيجيريا". وأضاف "لكن هذه المباريات ليست صعبة للغاية لأن اللاعبين يلعبون بحذر. الاختبار الحقيقي يأتي عندما تعلم الفرق أنها ستعود إلى بلادها في حالة الهزيمة".