بعد مضي نحو شهر على إنقاذ مسن وشاب ضلا طريقهما في إحدى المناطق الصحراوية بمحافظة الخرج، قضى مواطنان آخران للسبب ذاته في صحراء "شعيب أبو سمر" شرق المحافظة أول من أمس. وكان السبب الرئيس في وفاة الشخصين، حسب تصريحات شرطة الرياض نفاد الطاقة الكهربائية من بطارية سيارتهما لأنهما استخدماها في تغذية براد لحفظ الطيور، فتعطلت بذلك وسيلة نقلهما وعرضا نفسيهما للهلاك بسبب الظمأ والتعبالشديدين اللذين انتاباهما. المسنان غادرا منزلهما في 28 شوال الماضي وقصدا الصحراء لاصطياد طيور مهاجرة فضلا طريقهما. ووفقاً لتصريحات الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في الرياض النقيب محمد التميمي، فإن 12 فرقة أرضية تحركت للبحث عنهما، مدعومة بمروحيات ودوريات من الشرطة والمحافظة، والجهات ذات العلاقة، وبعض المتطوعين من المواطنين حتى عثر على جثة أحدهما ( 55 عاماً)، وبتواصل البحث وجدت سيارتهما وبتتبع آثار الأقدام عثر على جثة المفقود الآخر ( 65 عاماً). وعلى الرغم من مرور 8 أيام على غيابهما، لم يبلغ ذوو المتوفيين الجهات الأمنية إلا قبل العثور عليهما بيوم واحد، وأكدوا للدفاع المدني أنهما كانا يذهبان في رحلات الصيد ويغيبان لأيام. ولا تنتهي قصص ابتلاع الصحراء لبعض الناس عند هذا الحد، بل إن أسباب مثل هذه الحوادث تختلف. فقبل شهر فقد شخص حياته عندما تخلى عن الطريق الأسفلتي الرابط بين الرياض وحوطة بني تميم، ودخل مغامرة الصحراء من أجل اختصار المسافة. وبغض النظر عن تعدد أسباب ضياع هؤلاء في الصحراء، إلا أن لهيب حرارتها لا يرحم. فيكون الموت بسبب العطش نهاية المغامرة .