ترأس رئيس أركان الجيش الباكستاني رئيس المؤسسة العسكرية الجنرال أشفاق كياني اجتماعا طارئا أمس-وهو عطلة رسمية في باكستان- لقادة الفيالق العسكرية في القيادة العامة للجيش لدراسة الوضع الأمني في باكستان في ضوء التهديدات الأميركية الأخيرة بالقيام بعمليات عسكرية في العمق الباكستاني ضد فلول القاعدة وطالبان إذا لم يفتح الجيش الباكستاني جبهة جديدة ضد الشبكة في وزيرستان الشمالية. وأفادت مصادر عسكرية أن قائد القوات المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال جيمس متيس بلّغ الجنرال أشفاق كياني رسالة شديدة اللهجة. في هذا السياق اعترف الناطق العسكري الباكستاني الرسمي الجنرال أطهر عباس في بيان بوجود اتصالات بين المخابرات العسكرية وشبكة سراج الدين حقاني ولكنه قال إن ذلك الاتصال لا يعني أن الجهاز يساعد الشبكة. ميدانيا يواصل الجيش والأجهزة الأمنية عمليات التطهير ضد طالبان باكستان في منطقة القبائل والمناطق المتاخمة لها من إقليم خيبر بختونخواه،حيث شن هجوما على فلول طالبان في (دير السفلى) ما أدى إلى مقتل 15 شخصا، فيما قتل جندي وأصيب 3 آخرون. لكن الجيش تمكن من السيطرة على مرتفعات (خاركاي) الإستراتيجية في المنطقة التي ستمكنه من مراقبة مناطق تسلل ميليشيات من طالبان من المناطق الأفغانية للجانب الباكستاني من الحدود. وفي هذا السياق أعلنت مصادر أمنية أفغانية رسمية وشهود عيان أن القوات الباكستانية أطلقت ما لا يقل عن 340 قذيفة من داخل أراضيها على محافظتي كنر ونورستان الحدوديتين بشرق أفغانستان خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي تطالب فيه كابول مجلس الأمن الدولي بالضغط على إسلام أباد لوقف هذا القصف العشوائي. وأضافت أن القذائف سقطت في منطقة "دانجام" الواقعة في محافظة "نورستان" ما أدى إلى مقتل مدني وتدمير 6 منازل ومسجدين كما أدت إلى إرغام حوالي 100 عائلة على النزوح. وندد حاكم إقليم كنر، فضل الله وحيدي، بشدة بالقصف الباكستاني وجدد تأكيده على وقفه فوراً في الوقت الذي طالب المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية،غلام صديق صديقي ، بوقف فوري للقصف. كما نددت لجنة الدفاع بمجلس النواب الأفغاني بالقصف الباكستاني للمناطق السكنية في شرق البلاد، وطالب مجلس الأمن الدولي بالضغط على باكستان لوقف فوري لهذا القصف الذي تتعرض له المناطق السكنية في شرق البلاد. وقالت رئيسة اللجنة الدفاعية في المجلس, شكرية باركزي، في مؤتمر صحفي بكابول، إن القصف الباكستاني خالف القوانين والمعايير الدولية كافة ولا مبرر له بحال من الأحوال وطالبت بوقفه فوراً مشددة على تدخل مجلس الأمن الدولي والضغط على إسلام أباد لوقفها هذا القصف العشوائي، مؤكدة أن الحكومة الأفغانية تأخذ خطوات دبلوماسية جادة في هذا المجال.