"اللون الأخضر".. هو القاسم المشترك في كافة مظاهرالاحتفال بذكرى اليوم الوطني للمملكة؛ حيث تجده زاهيا يبسط حضوره على علم المملكة الخفاق، وتلحظ أناقته على صدورالأطفال وقد توشحوا بعبارات تكتنز قيم الولاء والانتماء للوطن، ويلفت نظرك في طلاء سيارات المواطنين استعداداً لمسيرات احتفالية، ليبقى اللون الأخضر سيد الألوان في كرنفال اليوم الوطني. وللأخضر في احتفالات اليوم الوطني، إبداعاته الفنية، ومدلولاته النفسية، وإرهاصاته الفكرية والثقافية؛ حيث إنه لون الحياة والحركة والسرورلأنه يهدئ النفس ويسرها، وهو لون الربيع، والأمل والسلام والتفاؤل، ولذلك لم يكن أحب إلى نفوس العرب قديما من اللون الأخضر وسط ألوان الصحراء الجدباء الخاوية. "الوطن" رصدت في العديد من مدن حاضرة الدمام تجهيز الكثير من الشباب سياراتهم وطلاءها باللون الأخضر، وتزيينها بالأعلام والشعارات والصور، حيث يقول المواطن عمر الغامدي في حديثه إلى "الوطن" أمس، إن المملكة قيادة وشعبا تحتفي بذكرى توحيد هذه البلاد المباركة، وتستلهم ملحمة التوحيد على يد الملك المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، حيث اكتست المدن السعودية باللون الأخضر في احتفالاتها باليوم الوطني الحادي والثمانين. وعن اللون الأخضر الذي يصبغ الشارع السعودي في هذه الذكرى، يقول المواطن خالد الحربي متحدثا إلى "الوطن" بداخل أحد المجمعات التجارية بالدمام، إنه يشعر بالبهجة والسرورفي هذه الأجواء الاحتفالية الرائعة، واصفا سيطرة اللون الأخضر على أجواء الاحتفالات بربيع الفرحة ومبادلة قادة البلاد الحب والولاء. ويشير المواطن الخمسيني أبو منصور إلى أن اللون الأخضر الذي يطغى على كل الألوان في اليوم الوطني لا يجعله يشعر بأي ضيق أو ملل في هذه الأجواء المبهجة، لافتا إلى أن اللون الأخضر في الفكر الديني رمز للخير والإيمان وأكثر شيوعا في الروايات العربية الإسلامية وقباب المساجد وأستار الكعبة. الفنانة التشكيلية فاطمة النمر قالت إلى "الوطن" إنه من المؤكد أن اللون ينطوي على فلسفة خاصة، وفلسفة كل لون تعكس الوعي الفلسفي للفنان، وفيما يخص اللون ودلالاته، تشير إلى أن لكل لون دلالاته الخاصة، ويمكن القول إن الألوان تمردت على دلالاتها القديمة واستطاعت إطلاق القدرات الإبداعية للفنانين التشكيليين الذين يجتهدون بتفجير دلالاتها لابتكار دلالات جديدة لها. وفي تعليق لها حول دلالة اللون الأخضر في احتفالات اليوم الوطني، قالت النمر إن الألوان ربما تشكل رمزا لمشاعر معينة أو أمزجة خاصة أوعلاقات محدودة في حياة الفرد، وربما تمثل أيضا استجابات أو ردود فعل مختلفة، واللون الأخضر من أنسب الألوان للتعبير عن السعادة، ويؤدي إلى الاسترخاء الذهني والعضلي، وعلماء النفس خير من درس سيكولوجية الألوان وتأثيراتها على الإنسان، فقد أكدوا أن إدراك اللون يشكل جانبا من سلوك الإنسان، وغالبا ما يرتبط بالإحساس بالسعادة أو نقيضها. وأضافت أن اللون له مدلول عام عند الشعوب ومدلول خاص عند الأفراد؛ فالشعوب اتخذت الألوان رمزا عاطفيا أو سياسيا لكيانها، مثل علم الدولة؛ فكل علم يحمل رمزا، وهذا الرمز له دلالات نفسية، وتتنوع دلالات الرموز، فقد تكون دينية أو سياسية أو اجتماعية، واختيار الألوان ورفضها وقبولها يعود إلى أسباب متنوعة فسيولوجية، نفسية، اجتماعية، دينية، رمزية، ذوقية، وبخصوص اللون الأخضر فهو عند علماء الطاقة لون الحب، وكذلك لون مادة الحياة في الكون وهي "البلاستيدات الخضراء"؛ فكل ما هو أخضر في هذا الكون فيه روح وينبض بالحياة، كما في احتفالية اليوم الوطني التي تنبض بالخير والعطاء. وأشارت إلى أن اللون الأخضر مصدر سرور وسعادة وظاهرة وظفت في الصورة الفنية القرآنية كثيرا، وكلمة "خضر" استخدمت لبيان ماهية وجمال ثياب ومجلس أهل الجنة: "ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق" سورة الكهف الآية 31، و"عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق" سورة الإنسان الآية 21.