يعتبر الأسبوع التمهيدي واحدا من الأنشطة الأساسية في بداية العام الدراسي، وهو يكسر حاجز الخوف لدى الصغار، ويساعدهم على التأقلم مع عالم المدرسة الجديد، ولكن البعض يرى أن هذا الأسبوع تقليدي، وأنه لم يطور، مؤكدين أن توزيع الحلوى والعصير والألعاب غير مجد ولا تناسب زمن العولمة. يقول معلم الصف الأول في مدرسة عبدالرحمن الغافقي فتحي بلقاسم الشهري "ليس بالإمكان إنكار فائدة الأسبوع التمهيدي، ولكن تظل المدرسة هي ذات العلاقة بتكيف الأطفال، فهي ستكون المنزل الثاني لهم"، مؤكدا على أهمية تقوية علاقة الطفل بالمدرسة، وإقامة علاقة عاطفية ناجحة مع الأطفال، لأن هذا هو العامل الأهم الذي سيشجع الأطفال للقدوم إلى المدرسة يومياً. ويقول رئيس قسم الإرشاد الطلابي في إدارة التربية والتعليم بمحايل عسير أحمد الخيري أن من أهداف برنامج الأسبوع التمهيدي الأساسية مساعدة الطفل على تكوين اتجاه نفسي إيجابي نحو المدرسة، وتسهيل انتقاله من محيط الأسرة الذي ألفه وتعود عليه إلى بيئة المدرسة تدريجيا، ومثل هذه الأهداف لا تتحقق إلا بتضافر جهود المدرسة والمنزل. وأضاف أن نجاح الأسبوع التمهيدي يعتمد في المقام الأول على ما تقدمه المدارس من احتفالات وبرامج مشتملة على الأناشيد، والألعاب المسلية، والمسابقات الشفهية والكتابية عن طريق التلوين والتوصيل، ومنح الجوائز لتشجيع الصغار. ويرى المواطن عبدالله يوسف (ولي أمر) أن الأسبوع التمهيدي أسبوع تقليدي، فلم يشهد التغيير والتطوير منذ سنوات، ويقوم على توزيع العصائر والحلوى وألعاب رياضية قديمة لا تتناسب مع وسائل الترفيه الحديثة التي يتفاعل معها الطالب في تلك المرحلة في المنزل. بينما يرى فهد الثبيتي أن "هذا الأسبوع تمارس فيه بعض الأخطاء التي تسهم في معاناة الأسر فيما بعد هذه المرحلة في إقناع الابن بالانخراط في الدراسة، ولا بد من إيجاد قنوات أخرى تحقق النتائج المرجوة من هذا البرنامج، على سبيل المثال توفير مختص نفسي بالمرحلة الابتدائية، كونها المرحلة الأهم في بناء الشخصية، بالإضافة إلى احترام ثقافة الأجيال الواعدة فلم يعد توزيع الحلوى والعصير والألعاب مجديا في زمن العولمة". ويقول عيسى المالكي إنه من الضروري أن يتم تكليف متخصصين وأكاديميين في المجال التربوي وعلم النفس لإعداد برامج تتوافق مع العصر والمتغيرات، وتحديد وسائل الترفية والترغيب لدى طلاب الصف الأول الابتدائي والتنويع في تلك البرامج وأن يتم التدرج في إنهاء تلك الفعاليات بحيث إنه لا تقدم كل تلك البرامج في أسبوع واحد، بل تستمر إلى أسبوعين أو ثلاثة بحيث تنتهي بشكل تدريجي. ويرى مدير المرحلة الابتدائية بمدارس الشافي الأهلية عادل النفيعي أن "الأسبوع التمهيدي مازال يقوم على برامج تقليدية، وأن توجه الوزارة لدعم ما قبل هذه المرحلة وهي الروضة مهم، وهو الأمر الذي يحقق نتائج إيجابية كبيرة، كون هذه المرحلة تسهم في انخراط الطلاب في الدراسة دون عوائق، كما أن المدارس تراعي تدرج طلاب الصف الأول الابتدائي في الانخراط في الدراسة، كما يتم التدرج في بداية الدوام وهو ما يجعل الطلاب يتدرجون في الالتزام بالنظام الزمني للدراسة، كما أن المناهج المعدة لهذه المرحلة الدراسية تتوافق مع التدرج العلمي والمعرفي حيث يبدأ المنهج بمعارف ومعلومات عامة تتسم بالتشويق والتسلية والترغيب للطلاب". ويشير عميد كلية التربية بجامعة الطائف الدكتور محمد أحمد الفعر إلى أن هذا الأسبوع يهدف إلى تهيئة الطالب أو الطالبة للجو المدرسي في المرحلة الابتدائية، وهو أسبوع جرت العادة على أن يكون الطالب هو المحور فيه فليس هناك ما يوحي بأن هذه مدرسة، فالجو أشبه ما يكون بأجواء المدن الترفيهية، حيث الاستقبال المميز للطلاب وأولياء أمورهم من قبل الهيئة الإدارية والتدريسية في المدرسة، لدرجة أن أولياء الأمور وأبناءهم يخرجون بانطباع ممتاز عما سوف يكون عليه العام الدراسي بأكمله، ولكن الحقيقة أن هذه المعاملة وهذا الكرم وهذه الحفاوة إنما هي لفترة زمنية محدودة، فما أن ينقضي الأسبوع حتى يبدأ توزيع الطلاب أو الطالبات على الفصول، وتبدأ التعليمات. وأضاف أن "الاختلاف بين المعاملة في الروضة وبين المعاملة في الأسبوع التمهيدي يجعل الأطفال ينفرون من المدرسة، لدرجة أن الكثيرين من هؤلاء يختلقون الأعذار كل صباح في سبيل ألا يذهب للمدرسة، لأنه يعرف مسبقا ما سوف يلاقيه من سوء معاملة. ثانيا هناك اختلاف بين بيئة البيت وبيئة المدرسة فالطفل يأتي ولديه جميع وسائل التعليم والترفية المتوفرة في منزله ليجد الفصل الدراسي لا يوجد به سوى المقاعد والسبورة مما يصيبه بالإحباط، ثالثا الأطفال في سنواتهم الأولى يميلون إلى النشاط والحركة وبالتالي مطالبتهم بالهدوء وعدم التحرك يتناقض مع طبيعة نموهم". وطالب الدكتور الفعر بإعادة النظر في أسلوب التعامل والمعاملة في المرحلة الابتدائية، وبالذات في الصفوف الثلاثة الأولى، مشيرا إلى أن طالب المرحلة الابتدائية لكي يتعلم لا بد أن يشرك أكثر من حاسة في التعليم على الأقل حاستي السمع والبصر، وهذا ما لا تقدمه مدارسنا الحالية.