تزايدت في الولاياتالمتحدة وتيرة الأصوات الداعية لإعادة النظر في الاستراتيجية المتبعة لخوض الحرب في أفغانستان بل ولإعادة النظر في حكمة قيادة الجنرال ستانلي ماكريستال للقوات الأمريكية هناك على أثر التقييم النهائي الذي وضعه البنتاجون لنتائج المعارك في مرجا وللخطوات المقترحة لدخول قندهار. فطبقا لقول المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الأمريكية ، بات لانج ، فإن تقييم البنتاجون لنتائج معارك مرجا أظهر أن قوات طالبان بدأت العودة للإقليم بعد تطهيره منها. فضلا عن ذلك فإن لانج أوضح أن التأخير في بدء عملية قندهار يرجع إلى أن تقييم المخابرات العسكرية لموقف الباشتون في تلك المنطقة أظهر رفضهم للتعاون مع القوات الدولية أو إقامة البنى الإدارية والأمنية التي تحول دون عودة طالبان بعد انتهاء العمليات. وتزايدت الانتقادات لماكريستال واستئناف الرئيس الأفغاني حامد قرضاي لجهوده الهادفة إلى التوصل لاتفاق مع طالبان ثم ما نقل عن وجود ثروات معدنية تقدر بتريليون دولار في الأراضي الأفغانية. وقال مسؤول بالجهاز لصحيفة "نيويورك تايمز" إن مهمة رجاله لم تعد مطاردة القاعدة وقيادات طالبان وإنما تصوير مشاهد تقاضي الرشى والعمولات وأن ذلك يتسق مع منطق ماكريستال الذي يرمي إلى "تصحيح" بنية الحكم الإقليمي وتوثيق علاقة السكان بأجهزته كوسيلة طاردة لقوات طالبان بل وسابقة على العمليات العسكرية. وقال وزير الاستخبارات الأفغاني أمر الله صالح الذي طلب منه قرضاي الاستقالة مؤخرا في تصريحات نقلت عنه في الولاياتالمتحدة بعد مغادرته الحكومة الأفغانية إن الرئيس قرضاي لم يعد يعتقد أن بوسع الغرب تحقيق الانتصار في حربه في أفغانستان. وقال صالح إن قرضاي بدأ يضع أوراقه في مربعي حركة طالبان وباكستان وأن هناك اتصالات تجري بينه وبين قيادات الحركة. فضلا عن ذلك أشارت تقارير أخرى إلى أن قرضاي طلب من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون رفع اسم الملا عمر من قائمة العناصر الإرهابية العالمية. وكان وزير الدفاع روبرت جيتس أمهل الجنرال ماكريستال حتى نهاية العام الجاري لتغيير مسار المواجهات وذلك في عبارات غير مباشرة وردت خلال كلمة ألقاها في لندن قبل أيام ذكر فيها أن الجدول الزمني للمعارك ليس مفتوحا وأن العالم ينتظر تبدلا حقيقيا بنهاية هذا العام. وقال ماكريستال لصحيفتي "البوليتيكن" و"الفايننشيل تايمز"، إن الدنمارك تستطيع ابتداء من يوليو 2011 سحب قواتها من إقليم هلمند الأفغاني، وذلك عند بدء الولاياتالمتحدة بالانسحاب التدريجي. وتوقع أن "تكون لدى بقية الدول نفس خطط الولاياتالمتحدة ، وهذا وفق إدراكي أمر واقعي". وأشار ماكريستال إلى أن سرعة الانسحاب تعتمد على التطورات في أفغانستان. ورفضت وزيرة الدفاع الدنماركية ، جيته ليله لوند ، وضع تاريخ محدد للانسحاب. وقالت إنه "أمر مثير للانتباه، إن كان ماكريستال يعتقد أن التطور جيد لدرجة أنه سيصبح من المعقول القيام بالانسحاب ابتداء من يوليو 2011.إن هذا يتناسب تماما مع الخطط الدانمركية".