أدت صعوبة التضاريس والطرق الوعرة في محافظة فيفاء التابعة لمنطقة جازان إلى تصاعد وتيرة الخلافات بين مواطني وبلدية المحافظة بسبب نقص الخدمات , ففي الوقت الذي تعترف فيه البلدية بوجود عوائق خارجة عن إرادتها تحد من تنمية المشروعات , أكدت على لسان رئيسها المهندس مشهور الشماخي إنجازها لبعض المشروعات البلدية الخدمية , فيما تبقى مطالب الأهالي قائمة بالمزيد من المشروعات التي تساعدهم في البقاء داخل قراهم وهجرهم , وتوفر أبسط المقومات التي يحتاجونها للحد من الهجرة , في الوقت الذي يقف مقاولو المشاريع طرفا ثالثا في القضية لتهربهم من دخول المناقصات الخاصة بمشروعات فيفاء لعدة أسباب ، في مقدمتها صعوبة الطرق والخوف على المعدات من النهاية المأساوية بسبب وعورة الطرق . يقول المواطن جابر أحمد الخسافي " إن البلدية لديها جوانب تقصير متعددة في متابعة المقاولين , إذ يوجد هناك العديد من المشروعات التي نفذت بطريقة هشة , وبعمر افتراضي قصير" , مؤكدا أن عوائق التضاريس ليست عذرا أو شماعة يعلق عليها نقص الخدمات . ويضيف المواطن أحمد فرحان المشنوي " البلدية تنفذ مشروعاتها بالأقل أهمية على حساب الأكبر أهمية , بدلالة طرق فيفاء الرئيسية والمتهالكة , إذ يتم تحويل كميات الإسفلت لطرق فرعية ذات مسافات بعيدة وذات فائدة محدودة ". ويشير المواطن حسن يحيى الداثري إلى أن لبلدية فيفاء جهودا كبيرة , إلا أنه يعيبها الاهتمام بمشروعات الصيانة أكثر من تنفيذ المشاريع التي ينتظرها الأهالي , مؤكدا أن مشاريع درء أخطار السيول تكاد تتلاشى بسبب تحول معظم الطرق إلى مجاري سيول الأمطار التي ألحقت الضرر بممتلكات المواطنين ومزارعهم . من جهته أوضح شيخ شمل قبائل فيفاء علي بن حسن المثيبي أن ما يحصل من تعثر أو تقصير أمر لا بد منه ، حيث تفرضه تضاريس المنطقة وطبيعتها الجغرافية المعقدة , إضافة إلى أن غالبية المواقع التي تنفذ بها المشاريع مجانية ومقدمة من الموطنين دون مقابل ، كون البلدية لا تملك بندا للتعويضات , مثمنا للبلدية دورها في تنفيذ مشروعات بلدية جديدة . إلى ذلك أوضح المقاول جابر أسعد المثيبي أنه لا يتسلم المشروعات في فيفاء إلا مقاولون قنوعون بالمردود المادي , نظرا إلى أن المردود من مشاريعها يبقى محدودا جدا مقارنة بما يحدث من خسائر للمعدات من خلال العمل في التضاريس الصعبة ,لافتا إلى أن المقاولين باتوا مترددين من دخول المناقصات بسبب أنظمة البلدية الصارمة و معارضات المواطنين . في المقابل أوضح رئيس بلدية فيفاء المهندس مشهور الشماخي أن جبل فيفاء له ظروف استثنائية نظرا لطبوغرافيتها المعقدة التي يغلب عليها أملاك المواطنين من مبان ومدرجات زراعية , مضيفا أن المعارضات شبه مستمرة في حال أرادت البلدية إنجاز المشروعات . وكشف الشماخي أن المشاريع التطويرية لم تبدأ فعليا حتى الآن , وأن ما تعمل به بلدية المحافظة حاليا هو مشاريع " ميتة من السابق " بسبب المعارضات وانسحاب المقاولين , فيما تمت سفلتة ما يزيد عن 80 كلم كطرق فرعية للقرى والمنازل, وعمل مداخل مزدوجة لفيفاء , وتنفيذ طريق من أسفل الجبل إلى أعلاه , يعد الأول من نوعه ، حيث يزيد عرضه عن 10 أمتار وليس فيه أي منحنيات قد تعيق عابريه . وأضاف الشماخي أن النقلة التنموية الفعلية للمشروعات ستبدأ قريبا في فيفاء وخاصة مشاريع درء أخطار السيول والانهيارات والرصف والإنارة مع مشاريع حدائق عامة , ومن المتوقع أن تشهد في الفترة القريبة القادمة نقلة أكبر مما تحقق في الفترة الماضية والتي لم تتجاوز السنة والنصف والتي استطاعت من خلالها البلدية إنجاز خدمات جديدة غير مسبوقة. وشدد الشماخي على أن الجهود التي تبنتها البلدية مع مشايخ القبائل والأهالي كانت نتائجها إنشاء أربعة متنزهات جبلية ، أصبح بعضها مكتملا ومفتوحا للزوار , فيما أنجزت البلدية مشاريع أخرى تمثلت في مشاريع الإنارة وتسوير المقابر ودرء أخطار السيول ، غير أن الانهيارات حالت دون تنفيذ مشاريع حيوية أخرى . و اختتم الشماخي تصريحه بقوله " ننتظر هيئة المساحة الجيولوجية والتي كلفت من قبل الجهات المختصة بدراسة ظاهرة الانهيارات في فيفاء وإيجاد الحلول اللازمة لها , وعلى نتائج الدراسة ستعتمد البلدية كثيرا من المشاريع الخدمية والتنموية " .