ينتظر الثوار الليبيون قرب بني وليد قرار الهجوم على المدينة أو دخولها سلميا، ويقضون أوقات فراغهم في الصلاة ورفع معنوياتهم عبر السخرية من معمر القذافي. وعلى بعد نحو 25 كلم من بني وليد، يجلس ثلاثة من الثوار على صناديق للذخائر الحربية ويكبرون كلما مرت شاحنة للثوار محملة بالأسلحة ومتجهة صوب المدينة. ويقول ضيف الله بن دلة (20 عاما) "نمضي وقتنا في الصلاة، لكننا نتبادل أيضا آخر عبارات السخرية من القذافي، ونحاول أن نشجع بعضنا البعض عبر تداول بعض الأحاديث المرحة والمضحكة". ويتوجه ابن دلة إلى رفاقه الثوار بالقول "ربما تمتلك اليابان قنبلة جديدة تجربها هنا على قوات بوشفشوفة في إشارة إلى القذافي وتسريحة شعره"، فيما يرد عليه مصطفى أبوجنيدة (25 عاما) قائلا "القذافي أفضل قنبلة". ويقول أبوجنيدة: إن القذافي يظن نفسه أرسطو أو سقراط، لكنه ليس إلا جرذ جرذان أفريقيا". ويتابع "مللنا من نظرياته السخيفة الواردة في كتابه الأخرق، في إشارة إلى الكتاب الأخضر، الذي قضى على مستقبلنا وجعلنا نركض وراء لقمة العيش ولا نتزوج إلا عندما نهرم". وفي موقع أقرب إلى بني وليد، تتقاسم مجموعة من المقاتلين الجالسين على أكياس ترابية تحت خيمة ممزقة، الطعام وهو عبارة عن حلوى وتمر، فيما تتنقل بينهم بين الحين والآخر مجموعات من الصحفيين الأجانب. ويتلو بائع الأجهزة الإلكترونية رشاد (26 عاما) على رفاقه قصيدة تقول "من أنتم فنحن للظلم نقول لا لا، معمر والنظام يجب إزالته، مهبول وجاته الحالة، ولا يريد يقدم الاستقالة". ويضيف على وقع ضحكات الثوار الآخرين "سلف وقروض ومشاريع إسكان، والذي تقراه تحت الضوء نقراه في الظلام، اتزرع الفتنة يا زارع الألغام؟ تعبنا من الجماهيرية، نريد جمهورية، لا كتابات خضر، ولا كتابات وردية".