لا يمكن لأي جهاز أن يتطور، لا يمكن أن يستفيد من التقنيات المتوفرة حوله، ولا يمكن أن يحقق الإنجازات التي تسهم في تحقيق الهدف من إنشائه، مهما بلغت الميزانيات، لا يمكن أن يصور صورة جميلة إلى الأبد في عيون الآخرين، فقد تأتي أزمة من هنا وهناك لتفضح العيب والنقص والانهيار الداخلي لهذا الجهاز، حتى تغدو حقيقته أنه اسم بلا جوهر. لا المال ولا التقنية ولا الإعلام تعني شيئا في غياب عنصر بشري فعال، مؤهل وكفء وقادر على توظيف كل الإمكانات من حوله التوظيف الأمثل لتحقيق الأهداف المرسومة. ما يحزن أننا نشاهد أن بعض الفكر الإداري السائد يقتصر على عملية تنمية العنصر البشري في المنظمة في حيز ضيق يتمثل في عقد الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات. بينما تنمية واسعة، تحتاج إلى تخطيط وجهد شاق من الإدارة العليا للمنظمة، فإلى جانب التدريب، هناك معرفة اتجاهات وقيم وثقافة العنصر البشري ومهاراته وقدراته، واستخدام كافة أنواع التدريب المتعارف عليها بما في ذلك التدريب على رأس العمل، واستخدام مبدأ الثواب على أسس معايير الكفاءة والجدارة وذلك في الترقية والمكافآت المالية والمعنوية واستخدام مبدأ العقاب للمقصر والمهمل، وترسيخ ثقافة رئيسية للمنظمة يؤمن بها جميع العاملين وتكون دستورا لهم في آليات العمل والتخطيط والتنفيذ والرقابة، وتعزز روح الانتماء للمنظمة. عنصر بشري يعي حقيقة أنه يعمل في منظمة عامة ويؤمن بأنه لخدمة الوطن والمواطن وليس لخدمة ذوي القربى والأحبة والأصدقاء.